×
محافظة المنطقة الشرقية

30% من البلاغات التي ترد للجهات الأمنية كاذبة

صورة الخبر

الوزير.. أو من هو في مرتبته من المسؤولين هم أعلى سلطة في الهرم الإداري للوزارة أو المؤسسة التي كلفوا بتولي مسؤوليتها، وهو صاحب القرار وعليه يعتمد نجاح أو فشل الجهة التي هو مسؤول عنها.. ورغم هذه المسؤولية الكبيرة إلا أنه ليس «الوحيد» الذي يعمل في تلك الجهة فهناك عشرات وربما مئات الآلاف من الموظفين الذين تمتلىء بهم طبقات الهرم الإداري وثناياه وتتنوع مسؤولياتهم وتتشكل تبعا للدور الذي يؤديه كل منهم في نطاق مسؤولياته. والوزير هو «شخص» مكلف من أعلى سلطة في الدولة لأداء مهام أحيانا ينص عليها النظام.. وأحيانا كثيرة يعتبر «العرف» أو الفهم العام لموضوع الوظيفة هو المعيار الذي يحدد وفاء «الوزير» بمسؤولياته أو التقصير فيها.. والنجاح أو الفشل في أداء «الوظيفة» يعتمدان على عدة عوامل يدخل فيها الحرص، والشجاعة في تحمل المسؤولية، وروح المبادرة، وتطبيق النظام دون أن ينتج عنه «تعويق» للعمل، وحل المشكلات، وإزالة العقبات التي تقف أمام التطوير والتحسين الذي يؤدي إلى ما تعارفنا عليه جميعا وهو المصلحة العامة، والتي منها تحريك عجلة العمل دون تأخير. غير أن كل المواصفات «القيادة» الفذة للمسؤول الأول في أي مؤسسة أو وزارة أو هيئة لن تكون فعالة إذا كان محاطا إما بسلسلة لا تنتهي من «التعقيدات» التي يسمونها «الروتين».. أو محاطا بمجموعة متنفذة من كبار التنفيذيين الذين يحملون علم «الخبرة» والدراية بالدهاليز المتعددة للمؤسسة، وقد يستسلم لهم المسؤول.. ويضاف إليهم بعض الموظفين غير المخلصين واللامبالين والمنزوين في أركان الهيكل الإداري فتتوقف العجلة، أو تحدث كارثة، أو تبقى المشكلة وتنمو رغم توفر كل أسباب الحركة والعمل. دعوني أستنبط هنا أمثلة ربما تكون حقيقية وربما لها حالات مشابهة، فعندما يمتنع «الممثل المالي» لأي وزارة عن توقيع محضر ترسية مشروع معين لسبب يراه وجيها ونراه عقيما، لكنه «الروتين» والسلطة التي يملكها من لا يفكر أبعد من أنفه، فهو ينطلق من أن «النظام ينص» دون أن ينظر إلى المصلحة التي تتطلب أحيانا نوعا من المرونة.. فالوقت لا يرحم.. والحاجة تتعاظم.. والتنمية لابد أن تسير دون توقف.. وهنا يستعان بـ «ارامكو» ليس لأنها تمتلك عصا سحرية.. ولكن لأن لديها حرية ومساحة من الحركة لا تتوفر للوزارة ولا حتى للوزير.. وعلى النقيض، هناك مثال آخر يكون فيه «الوزير» سببا في ضمور إنجازات وزارته ومن ذلك تردد معاليه، أو الإسراف في الاستشارة، أو مركزيته.. وهذه صفات لا تقل قسوة عن الروتين والتعقيد. إن نجاح أو فشل أي مسؤول من وجهة نظري هو «مجموعة» من الأسباب لابد أن نأخذها بعين الاعتبار قبل أن نقول للمسؤول إنك أخفقت.