قال الله سبحانه وتعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).. سورة المائدة آية رقم 32، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة». رواه الشيخان، التبرع بالأعضاء عمل إنساني نبيل، ويعد إحدى صور التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع المسلم، وهو من الصدقات التي يثاب عليها فاعلها ثوابًا عظيمًا، وذلك حسب العديد من فتاوى العلماء. كانت زراعة الكبد حلما طالما راود الأطباء ومرضى الفشل الكبدي ثم أصبح حقيقة والآن غدت عملية تجرى في مختلف مراكز الكبد في العالم. وتعتبر الكبد من أعضاء الإنسان المهمة التي لا يمكن العيش بدونها للوظائف العديدة الهامة من أهمها عملها كمصفاة للدم من السموم والمواد الضارة وتصنيع المواد البروتينية المهمة كعناصر التخثر والفيتامينات الهامة وتخزين المواد النشوية على شكل جلايكوجين وغيرها من الوظائف الحيوية الهامة فإذا ما تلفت الكبد تعطلت هذه الوظائف وأصبحت حياة المريض في خطر. وتقع الكبد في الجانب العلوي الأيمن من البطن، ويتراوح وزنها بين ال 1200 الى 1500 غرام فهي بذلك تعتبر أكبر عضو في جسم الإنسان. وتعتبر أمراض الكبد من الأمراض الرئيسية المنتشرة في المملكة العربية السعودية وقد قامت الحكومة الرشيدة بصرف التطعيمات الوقائية لفيروس الكبد (ب وأ) مجانا كما عملت على الحد من سبل نقل الفيروس إما عن طريق نقل الدم أو الصفائح أو عن طريق الغسيل الدموي أو من خلال طرق التعقيم للأجهزة الطبية التي قد تؤدي إلى زيادة احتمال نقل فيروس الكبد (ج). وتزامنا مع الخطة الوقائية التي قامت بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتعاون مع وزارة الصحة عملت خطة علاجية طويلة المدى نظرا لتزايد المرضى الذين يعانون من الفشل الكبدي أو أورام الكبد بالإضافة إلى قصور الأعضاء الأخرى من فشل الكلى والقلب والرئتين وكذلك تكاليف عمليات زراعة الأعضاء في الخارج الباهظة ونظرا للدور الريادي المنوط في مستشفى الملك فيصل التخصصي تم تفعيل برنامج زراعة الكبد بنجاح عام 2001 وبكوادر وطنية. تبعه بعام واحد البدء بعمل زراعة الكبد الجزئية للمرضى البالغين والأطفال من متبرعين أحياء وأقارب وبنجاح باهر في عام 2002. ومنذ عام 2001 حتى نهاية عام 2010 تم إجراء 288 عملية زراعة كبد منها 196 من متوفين دماغيا و92 حالة من متبرعين أحياء وأقارب وبنسبة نجاح عالية، على مدى 10 سنوات تتعدى 82% وهي نسبة تعد من أفضل النتائج على مستوى المراكز العالمية لزراعة الأعضاء في أوروبا وأمريكا ولله الحمد والمنة. * وحدة زراعة الكبد