رصدت عدسة "الوطن" صورة لأحد النقوش الحميرية القديمة في مسيل وادي "العيام"، شرق شعف آل خريم بمركز اثنين بللسمر، وأكد أستاذ التاريخ بجامعة أم القرى الدكتور عبدالله بن حلفان الأسمري، أن مناطق جنوب جزيرة العرب زاخرة بمثل هذه النقوش، وخاصة الحجرية منها، يغلب عليها أسماء شخصيات اجتماعية يتفاخر أبناء القبائل بتداولها. لافتا إلى أن خط المسند الحميري يعد جزءا رئيسا في تطور الثقافة العربية ودلالة أصيلة على تحضر الجنس العربي منذ وقت مبكر، وانتشار الثقافة المكتوبة والتي تعد من الدلائل الكبرى على التقدم الحضاري للشعوب، والتي انتقلت من مرحلة الثقافة الشفوية الصوتية إلى الثقافة المكتوبة التي تعني حضور الانتشار المعرفي والتبادلات التجارية والتواصل الحضاري، وأضاف: أن المهتم بتاريخ المنطقة في جنوب المملكة العربية السعودية، يدرك أن انتشار الكتابة وإجادتها كانت سمة عامة وبارزة في أبناء تلك القرى والقبائل، والتي تدل عليها كثرة النقوش الحجرية، التي سلمت من يد التلف وطائلة العبث. يذكر أن حروف المسند تقابل من حيث العدد حروف العربية اليوم وتختلف في شكل الرسم والنطق، وعند ترجمة هذا الخط يجب معرفة دلالة الكلمة في اللغة الحميرية ثم ترجمتها إلى ما يقابلها في العربية اليوم. وكان الخط المسندي أو خط المسند، هو الخط الرسمي المعتبر في أبجدية جنوب الجزيرة العربية قديما، وساد آنذاك قبل الخط العربي الحالي، ويطلق عليه بعض المؤرخين خط "مسند الحميري"، لارتباطه بحضارة الجنوب العربي الحميرية.