إذا أدركت الفارق في تحول شكل أجهزة التلفزيون منذ عشر سنوات عندما كانت صندوقاً كبيراً حتى هذا اليوم الذي أصبحت فيه طبقة رقيقة من الكريستال، سوف ترى الفارق أيضا في محتوى صناعة الدراما السعودية منذ عشر سنوات وحتى يومنا هذا. في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- كان القرار الملكي بتحويل الاذاعة والتلفزيون إلى هيئة وطنية وما اقتضاه القرار من تحول نوعي في الصناعة التلفزيونية. كما جاءت في عهده الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع والتي عملت بجهد لتطلق منصات بث وإنتاج متقدمة، كما ان القرار الأهم بتشكيل لجنة وطنية تتولى الإشراف والرقابة المجتمعية العادلة على المحتوى وتتولى هذه اللجنة المكونة من تسع عشرة هيئة ووزارة بناء الأنظمة والتشريعات، وفي عهده ايضا تم انشاء مؤسسات المجتمع المدني ذات العلاقة بالفنون ومنها جمعية المنتجين السعوديين التي انتخبت أمينا عاما لها، والتي ساهمت في تهذيب الرأسمال الإنتاجي وتوطينه بما يخدم المجتمع وحاجاته. في عهده بدأت منصة الإنتاج تزداد نضوجاً، فزادت الساعات الإنتاجية كماً ونوعاً، وأصبح الحديث مختلفا داخل أروقة التلفزيون مع شركات الإنتاج عن مستوى الإنتاج والقيم المضافة. وأصبح المنتجون أكثر جرأة في طرح الأفكار ونقاش القضايا الجدلية، فارتفع السقف وتفاعل المشاهد الذي كان يرى في الشاشة ما يراه في واقعه حقيقة. في أكثر من لقاء متكرر جمعني أنا والفنان راشد الشمراني مع الملك عبدالله، كان -حفظه الله - يناقشنا فتكون تلك الأسئلة خريطة طريق لأفكار مستقبلية. اللقاء الذي كان يأخذ طابعاً خاصاً يعكس حب الملك -حفظه الله- للفنون والعاملين عليها. كان يريد الدراما عينا ثالثة ورصداً لما يدور في المجتمع، مثلا: وظائف العيب الاجتماعي التي ينظر إليها الشباب السعودي لو تم طرحها بشكل إيجابي في الإنتاج المحلي سوف تفكك التشنج تجاهها وتصبح أكثر جذبا. لي أمنية خاصة في ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين، وهي أن تنظر سياسة الابتعاث التي انتهجها الملك عبدالله -حفظه الله- إلى الفنون كجزء من تخصصات الابتعاث إلى امريكا وأوروبا واليابان. عندما يعود الشباب من هناك وهم يحملون شهادات في التصوير السينمائي، هندسة الإضاءة والصوت وكتابة السيناريو والإدارة الإنتاجية والمؤثرات وغيرها من التخصصات الرديفة والتي ستنقلنا حتماً إلى مرحلة مختلفة كليا من الاحتراف.