يجب أن يعي الجميع بأن كل من هو على كرسي العمل اليوم من (العامل إلى الوزيـر ) كان بالأمس على طاولة التعليم، ومن هو على طاولة التعليم اليوم سيكون على كرسي العمل غدا. فالعالم والكاتب والمفكر والأديب والفقيه والطبيب والمهندس والمدير والطيار والمخترع والمكتشف والمبتكر والباحث والموظف والعامل ... الخ، وكافة ممثلي أجهزة الدولة، الذين يمثلون أعمدتها ويخدمون مجتمعها ويرسمون حضارتها ويسجلون سمعتها، جميعهم، كانوا على طاولات في حجرات المدارس ومراحل التعليم التي خولتهم ورسمت ملامحهم وجسدت طاقاتهم وحددت مساراتهم وبنت شخصياتهم، فيما يمارسونه اليوم من أعمال، والذي كان المعلم سر تلك المخرجات، وإن المدرسة هي بوابة المجتمع، والاهتمام بها وإصلاح منشآتها ومرفقاتها وتطوير كوادرها، والرقي بمعلميها من جهة هو تطوير وإصلاح لأخلاقيات فرد وسلوك إنسان ومستقبل وطن وحياة شعب ورفاهية مجتمع وحضارة بلد، وإصلاح الأنظمة وغربلة التعاميم والقرارات التربوية والتعليمية من جهة أخرى بما يوافق استراتيجيات المجتمع وسلوكيات الواقع ويتماها مع ايديولوجيات الهدف (الطالب)، وسيكيولوجيات المعلم والمتعلم لإصلاح الهدف، وتحقيق الهدف التربوي والمخرجة التعليمية. أحمد دمّاس مذكور