لندن: بهروز سعيدي أثار الفيلم الوثائقي الذي يتناول حياة الرئيس الإيراني حسن روحاني السياسية، جدلا من قبل بعض الجهات والتيارات المتشددة في إيران، ولقي ردودا من بعض المسؤولين. ويسرد الفيلم، الذي نشر على أقراص مدمجة، الحياة السياسية والنشاطات التي قام بها الرئيس روحاني خلال العقود الخمسة الماضية. وفي البداية اقتصر توزيع نسخ محدودة من الفيلم بشكل سري في الأوساط السياسية، ويجري حاليا بيع نسخ منه عن طريق الإنترنت. وتشير أنباء إلى أن شركة «شفق ميديا» الإيرانية تولت إنتاج هذا الفيلم الوثائقي الذي يحمل اسم «أدعى روحاني»، إذ جرى عرضه لأول مرة أمام طلبة جامعة طهران. ويقدم الفيلم الرئيس على أنه من الشخصيات الثورية والمعارضة للتيار الإصلاحي حتى منتصف الفيلم، لكنه جرى تقديمه لاحقا على أنه كان من «مجموعة التسعة والتسعين» من نواب الذين عارضوا تعليمات الإمام الخميني سنة 1985. وقام علي خامنئي في مطلع ولايته الرئاسية الثانية بترشيح مير حسين موسوي لمنصب رئاسة الوزراء في سنة 1985. لكن 99 نائبا برلمانيا طالبوا بحجب الثقة عن موسوي. على إثره قال مؤيدو موسوي في الحكومة والبرلمان إن «الإمام الخميني أمر بمنح الثقة لموسوي، لكن هؤلاء النواب لم يذعنوا للأوامر الصادرة من الإمام». ويروي الفيلم قضية ماكفارلين وأحداث تاريخية أخرى شهدتها البلاد. ويشرح الخلافات الدائرة بين محسن رضائي (القائد السابق للحرس الثوري) وحسن روحاني بشأن الاستمرار في الحرب التي نشبت بين إيران والعراق في الثمانينات. ويعيد الوثائقي «أدعى روحاني» قراءة اتفاق «سعد آباد» النووي، ويذكر المشاهدين بأن حسن روحاني ارتكب خطأ بتوقيع هذا الاتفاق الذي جرى بين إيران والتروکا الأوروبية سنة 2003. وأن هذه الدول الأوروبية خدعت روحاني. وأصدر وزراء خارجية الترويكا الأوروبي والوفد الإيراني خلال اجتماع انعقد في «سعد آباد» في طهران في 21 أكتوبر (تشرين الأول) 2003 قرارا يقضي بوقف تخصيب اليورانيوم بشكل طوعي ولفترة محدودة، وذلك لإثبات إيران سلمية برنامجها النووي. ونقلت بعض وسائل الإعلام المحلية عن معصومة نبوي التي تولت إنتاج الفيلم قولها «يروي الوثائقي (أدعى روحاني) سيرة حياة السيد رئيس الجمهورية منذ ولادته حتى عام 2013 بنظرة تتمتع بالإنصاف». ويتناول الفيلم تاريخ روحاني النضالي قبل قيام الثورة، والمسؤوليات التي تولاها في الجيش، والبرلمان، والمجلس الأعلى للأمن القومي، والدور الذي قام به في الملفات المصيرية والمهمة بعد قيام الثورة. من جانبه انتقد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني خلال لقاء مع عدد من العمال أمس نشر نسخ الوثائقي على الأقراص المدمجة، وقال «قام بعض الأفراد من ذوي الاتجاهات الماركسية بنشر أقراص مدمجة يتناول ما لا يمت إلى الحقيقة بصلة بهدف توجيه صفعة للحكومة». ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية عن لاريجاني قوله «يتناول الفيلم مواد لا يمت بعضها إلى الحقيقة بصلة منها اتهام رئيس الجمهورية بالتورط في قضية ماكفارلين. وهذه كذبة، لأن الذين انخرطوا في الأحداث السياسية التي تلت قيام الثورة يعلمون أن روحاني لم يشارك في قضية ماكفارلين. لماذا تنشرون مواد غير صحيحة؟ لماذا تكذبون؟». قضية «إيران كونترا» تعرف أيضا بفضيحة «إيران جيت» عقدت بموجبها الولايات المتحدة وإسرائيل اتفاقا مع إيران لتزويدها بأنواع من الأسلحة المتطورة من 20 أغسطس (آب) 1985 حتى 4 مارس (آذار) 1987. واستغلت الولايات المتحدة خلال هذه الصفقة النفوذ الإيراني في لبنان بهدف تحرير الرهائن الأميركيين في لبنان، وقامت بتزويد إيران ببعض الأسلحة الحربية والعسكرية التي لم تكن إيران لتحصل عليها بسبب حظر شراء الأسلحة على إيران. وقال نائب في البرلمان الإيراني لم يرغب في الكشف عن اسمه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس «كان الكثير من الأشخاص يرغبون أن يفشل روحاني في الانتخابات الرئاسية، وأخذ هؤلاء بشن هجمات عليه حتى في فترة الانتخابات الرئاسية منذ أن أعلن السادة هاشمي رفسنجاني، وخاتمي عن دعمهما لروحاني. وقام هؤلاء في فترة الانتخابات الرئاسية بنشر فيلم عن روحاني بعنوان (كذبة مرشح رئاسي)». وقال روحاني في كلمة في ختام مهرجان الصحافة المطبوعة في إيران العام الماضي إن «المنتقدين والمعارضين للحكومة سيتمتعون بحرية التعبير». وأشار إلى الفيلم المسيء إليه وأضاف «يقومون بمهاجمتي من خلال نشر أفلام على الأقراص المدمجة، ونحن لا نقول لهم شيئا غير أننا نقوم بتصحيح المعلومات الخاطئة المنتشرة على الأقراص المدمجة».