جدد المطارنة الموارنة خلال اجتماعهم الشهري أمس، في بكركي برئاسة البطريرك بشاره الراعي، دعوتهم القوى السياسية إلى «الإسراع في التوافق على قانون انتخاب يجنب البلاد شر أزمة دستورية وسياسية، فاللبنانيون تعبوا من سلبهم حقهم الديموقراطي، وهم يأبون أن يكونوا رهينة المصالح السياسية الضيقة ويرفضون أن تتحول الديموقراطية إلى مجال لاغتصاب السلطة». ونبه المطارنة إلى «آفة الفساد التي تظهر كل يوم في مؤسسات الدولة»، آملين بـ «أن يكون إنشاء وزارة جديدة لمكافحة الفساد منطلقاً للعمل الجدي على إصلاح الإدارة العامة بتحريرها من التدخلات السياسية المبنية على منطق المحسوبيات والزبائنية، وبإعادة الحصانة لمجلس الخدمة المدنية وسائر المؤسسات الرقابية، واعتمادها، في مسار التوظيف، مبادئ الكفاءة والنظافة الأخلاقية؛ وفي تقويم عمل الموظف، مبادئ إخلاصه للدولة، والثواب والعقاب، ومساواة الجميع أمام القانون». واستغربوا «لجوء بعض المطالبين بحقوق يرونها محقة، إلى تحويل المطالبة إلى شغب وفوضى، وتعد على حقوق المواطنين الآخرين، تحت نظر بعض المسؤولين السياسيين، إن لم يكن بتحريض وتغطية منهم». وأهابوا بـ «السلطات المعنية أن تقوم بواجبها الذي تنص عليه القوانين. فحق التظاهر وإبداء الرأي مقدس، شرط ألا يخل بالأمن وبالانتظام العام، وألا يتعدى على مصالح المجتمع، وحقوق سائر المواطنين وكراماتهم». وحيا المجلس «الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية على الجاهزية الدائمة والتضحيات التي يقدمونها، في الداخل وعلى الحدود، للتصدي للإرهاب والجريمة. وهم يعربون عن تضامنهم مع أهل الشهداء الذين سقطوا عند قيامهم بالواجب، ويذكرون بالجنود المحتجزين لدى بعض المنظمات الإرهابية، وبضرورة بذل كل الجهود لاسترجاعهم سالمين». ورحب الآباء بزيارة البابا فرنسيس مصر «كرسول سلام»، راجين «أن تكون كلماته دافعاً جديداً لتشجيع شعب مصر في صموده على الحفاظ على ثقافته وتراثه العريقين، ولتعزيز العمل المسكوني، ولترسيخ العلاقات الإسلامية - المسيحية على أسس الاعتراف بالتعددية والمواطنة والحرية الدينية، وحقوق الإنسان، وعلى قيم المحبة والتسامح التي هي وحدها كفيلة بصناعة مستقبل سوي لدول منطقتنا، وبمواجهة التعصب والإرهاب ووضع حد لهما. وهم يضمون صوتهم إلى صوت البابا أيضاً في استنكار التعديات على المسيحيين وسائر المواطنين الأبرياء».