نظّمت مدارس في المنطقة الشرقية حملة توعية بـ «مرض الجنف»، أو «تقوس الظهر»، تحت شعار «يحزننا انحناؤك». وتأتي هذه الحملة بعد حصر حالات محددة لفتيات أُصبن بهذا المرض. الذي يعتقد أن سببه الرئيس «الحقيبة المدرسية». وعدم إدراك الأهالي للأضرار الناجمة عنها. وطالبت مشرفات على الحملة بإيجاد حلول منها «التعليم الذكي»، من أجل الحفاظ على صحة الطلبة. واستعانت الحملة في نائب رئيس الجمعية السعودية لجراحة العظام الدكتور عبدالله العثمان، الذي دعم الحملة وعزز جانب التثقيف لدى الطالبات، مؤكداً أن «المرض ينتشر بين البنات أكثر من البنين»، مطالباً بـ «توخي الحيطة والحذر»، لافتاً إلى أن «الجنف» مرض يعاني منه 60 في المئة ممن يعانون من آلام الظهر. ويبدأ المرض بالظهور قبل البلوغ تدريجياً ويستمرّ إلى ما بعد البلوغ، وهو تقوس بالعمود الفقري للقطاع الصدري. ويشكو المريض في البداية من أوجاع الظهر، وبخاصة في الجزء العلوي أسفل الصدر. وقد يظهر التحدب والتقوس، وتأخذ سلسلة الظهر شكل الحرف «S»، أو حرف «C»، ويُحدِث تشوهاً مستديماً، وقد يؤدي الاعوجاج إلى ارتفاع عظمة الكتف والحوض. وإذا ترك هذا الاعوجاج يؤدي إلى مشاكل في وظائف القلب والرئتين»، بحسب العثمان. وقالت المشرفة على الحملة في مدرسة الثانوية الخامسة في الجبيل الصناعية المعلمة نعيمة القحطاني: «إن الدكتور العثمان قدّم جهداً في مساعدة الطالبات على رغم قصر مدة الحملة»، منوهة إلى أن تفعيل الحملة تمّ من خلال «حصص النشاط وورش العمل وإنتاج المطويات وعبارات توعية خاصة بالمشروع. كما جمعت الطالبات معلومات هامة عن مواصفات حقيبة الظهر المناسبة لمريضة «الجنف»، من خلال المواقع ومقاطع «يوتيوب»، وقامت الطالبات بإنشاء حساب تطوعي عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». كما أنشأن حساباً آخر في «انستغرام»، من أجل دعم الحملة وتوعية الطالبات». وذكرت مشرفات تربويات أن الحملة انطلقت من الجبيل، وسيتم تعميمها على المدارس، «لاتخاذ إجراءات عملية مع بداية العام الدراسي الجديد، مثل الدرس عبر الأجهزة الذكية، بالتنسيق بين الطالبات والمعلمات. ويمكن للطالبة مراجعة درسها في منزلها، بعد أن شاهدته عبر الجهاز الذكي». وأضافت إحداهن «هناك خطة تطويرية للتعليم الذكي، تشمل «الحقيبة المدرسية»، التي أصبحت ثقلاً على الطلبة، وتؤدي إلى حدوث مشكلات صحية»، لافتة إلى أن غالبية من يعاني من هذه المشاكل هن الطالبات، لاسيما في فترة المراهقة. وتحمل الطالبة حقيبة ثقيلة، لافتة إلى أن مدارس عدة، بدأت في تطبيق «التعليم الذكي». بدوره، أوضح أخصائي العظام والمفاصل في مستشفى القطيف المركزي سابقاً الدكتور حمد النعيمي، إلى «الحياة»، أن «نسبة الإصابة في مرض «الجنف» بين الطالبات تتضاعف عن الطلاب الذكور. وترتفع سنوياً بمعدل لا يقل عن 20 في المئة، أي من كل 100 طالبة تصاب 20 بالمرض». وقال: «لا تظهر أعراض المرض بسرعة، وإنما بشكل تدريجي. كما أن الانحناءات أو الجنف له علاقة في هشاشة العظام. وهذا يظهر لاحقاً، وتحديداً بعد سن اليأس». تعليم الشرقيةالجمعية السعودية لجراحة العظامحملة تثقيفية