الحملة الشرسة التي تشنها قوى الثامن من آذار على رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، ما هي إلا مؤشر على القلق والهلع الكبيرين اللذين يسيطران على هذه القوى من إمكانية وصوله إلى موقع الرئاسة الأولى. •• عندما أطلق الدكتور جعجع حملته الانتخابية معلنا ترشحه بناء على برنامج سياسي واضح المعالم، شكك أكثرية اللبنانيين في جدية هذا الترشح وفي قدرة المرشح على الوصول إلى كرسي رئاسة الجمهورية، هذا التشكيك سيطر على كافة الأقلام الصحفية المعادية لقوى 14 آذار وتحديدا المعادية للقوات اللبنانية ورئيسها أو تلك المقربة من هذه القوى فيما وحده كان الدكتور جعجع كما ينقل عنه معاونوه وكما قال هو عن نفسه مؤمنا بهذا الترشح وبإمكانية الفوز بالسباق الرئاسي بعد الحملة الأخيرة عليه سواء في الجلسة الأولى عبر المصوتين من النواب للأموات والضحايا أو عبر الحملة الإعلامية لوسائل إعلام حزب الله وحلفائه. ومن المؤكد أن طرفين باتا مقتنعين بوصول جعجع إلى الرئاسة، الطرف الأول هو جعجع نفسه والثاني هو حزب الله الذي يقود حلفاءه في هذه الحملة المضادة على الرجل. حزب الله إن كان واثقا أن لا أمل في وصول جعجع إلى الرئاسة ما كان بحاجة لهذه الحملة الشعواء، ومن ثم يبدو أن قناعته وخوفه من جدية ترشح جعجع للرئاسة دفعه لإعلان الحرب عليه نابشا القبور ومستحضرا الأموات. سمير جعجع رئيسا للجمهورية، الأمر ليس مستغربا كما هو في الوقت نفسه ليس مستحيلا، إنه لبنان الذي يصح فيه كل شيء، فإلياس الهراوي وقبله بشير الجميل وقبلهما فؤاد شهاب كلهم رؤساء عبروا مربع المرشح المستحيل قبل الوصول إلى قصر بعبدا، وهذا ما يدركه جعجع نفسه عندما كان واثقا حيث قال: «المعركة بسيطة كتلة واحدة تغير موقفها ونفوز بالمعركة». جعجع «مرشح المستحيل الممكن»، ولربما وضع مستحيل كالوضع الذي يمر فيه لبنان حاليا يحتاج إلى هكذا مرشح.