عدم التفريط بالإضافة إلى جودة التركيز تختصر مسألة من يذهب لطرف وآخر كأس خادم الحرمين الشريفين، وبلغة بسيطة جدا من يظفر باللقب من الأربعة المتصارعين سينقذ موسمه بشكل كبير، ويعيد إلى جماهيرة طمأنينة ما وأغان ترددها الناس، فهذا النوع من السباق لم يعد أكثر من مواجهتين فيها كافة الجهود، والاستقراء، وتمحيص كتف الضد ومن أين تؤكل، ومن ينفذ ماذا من اللاعبين ليظفر فريقه بالفرح، وكأي مواجهتين يكون فيها التباري والذكاء ووضع المخطط الأنسب لماذا ينتصر، وهذه حفلة كلامية يعرفها أغلب الأنصار والمتابع والقريب والبعيد في كرة القدم، فيما قد يفطن لكونها إنقاذ موسم ناد على حساب آخر، فيأتي تركيزه الحثيث ليذاكر درس ما ينجح، ذلك الذي لا يخطئ ولا يفرط، طالما أرقام نتيجة المباراتين ذهابا في متناول التعويض، وفي درس ما تمت مذاكرته من قبل المديرين الفنيين في استلهام كيف كان التفريط، الأنصار أو تلك الجماهير ستهتف بحرارة وتشجع بمؤازرة وستستهدف دون شك عدم الحزن ما يعني أن المواجهتين في مذكرة مدرب وما ستتحرك من بيادق وكيف تحمي مرمى فريقها من ولوج أهداف، وبالتالي مخطط فني محكم، وقس على تولز أو أدوات من يضع ماذا في ذهنية الفريق من المديرين الفنيين، قد العدل يصب في أن كافة المديرين الفنيين والأربعة أندية تعلم سلفاً أن الموسم بالنسبة لأنديتها لم يكن بذلك المستهدف أو الطبيعي كإنتاج فيما تبقى فرصة الـ شو الأخيرة، تلك الأضواء التي يمسح معها المنتصر عدة أحزان المدرب فيأتي التركيز في كامله والمخزون اللياقي في أعاليه، فيما ذات الأحلام متعادلة قبل الصافرة. إن من يفطن من الأربعة أندية لكل ذلك لن يفرط، وسيأتي تركيزه في مصب الفرح، ولكن الأربعة بذات الحلم، وذات أن يفرح، وذات أن يركز ويخشى الخصم، ولكنها ليس ذات أن يفرط، وفق كرة القدم، وأهلية الفريق النفسية، والعضلية والقدرات التي يلجأ لها المدير كأوراق في قبضته، وكحالات استثنائية في لاعب ما يكون المفكر داخل الفريق وفق تراكم خبراته فيقود المواجهة لبر الفرح، وهذه كثيرة في جانب الشباب، فالأهلي، وتوازي في جانب آخر حماس في الاتحاد وطاقة شبابه ومبدأ تعويض نفسي كبير في الاتفاق، ولكن الحسابات في مجملها تبدأ بحلم عدم التفريط، ووعود من يتقن ماذا، على سبيل المثال الأهلي ثالث الدوري والشباب دون شك أقوى من الاتفاق، والاتحاد في آسيا محكم التركيز، ومن واقع كهذا لك أن تفكر في حساب احتمال من يفعل ماذا وفق وتيرة التحول، ذلك الإصرار على رؤية تحقق الأهداف، ولو من باب فهم: كافة الأشياء ممكنة، فيلعب الاتفاق مع الشباب بذات يقظة الهدفين المبكرين وقد لايرتكب ذات التفريط التعادل في جولة يكون أو لا يكون، هي ذاتها ألا يقع الاتحاد في فخ تسديدة ثابتة للأهلي لتكون الهدف الثاني، وذاتها في أن يأتي الشباب مبادرا هذه المرة لإدراكه بخطر الند المقابل مع يقين بأن الشباب فنياً أفضل بكثير من الاتفاق، هذا أيضا يصب في حسابات الاحتمال المفتوحة، وفيما لو جاء الأهلي والشباب للنهائي ستكتب الاحتمالات بذات اللغة مع كثير من التأجيج، ولو بلغ الاتفاق للاتحاد لجاءت ذات حسابات الاحتمال المفتوحة، ولكنها في مطاف الأمر الأخير إنقاذ موسم ، تلك التي كأس وليست مراكز ، وأفراح وليست تصبيرات مع وعود بأن المستقبل سيتحول. المواجهتان يقين ما في أسرع، الكأس التي تنقذ أوضاع، وقد تخفف وطأة أخطاء ما تعرضت لها الأندية الأربعة وبالتالي لم تظفر بالفرح في الموسم فيما الفرصة الأخيرة مواتية لأن لا يقلل الجمهور من دور أحد داخل الأربعة الأندية أو يمل أو يتأفف أو يرفض وضع ناديه فيناقشه بذات أكوام سباب من يغادر الموسم دون أفراح، وبالتالي تكمن أهمية المواجهتين في حساباتها الفنية والرقمية والاصلاحية والإجرائية تلك التي أحضرت مدرباً وآخر، ورتبت الكثير الكثير في مقرات الأندية الأربعة، وقد المتابع الدقيق للنواحي الفنية يستطيع أن يفضل فريق ناد على آخر، ويرى أن طرفي النهائي س و ص، غير أن الحل الفني ـ النظري ـ في مواجهات كهذه قد يخذل برغبات محيطة لاتفهمها كناقد طالما لاتعلم أكثر الأربعة تركيز ولا لياقة، ولا تفاصيل حسابية دقيقة داخل الفريق والآخر، وإلا لقلت: لماذا لم يفعل الاتفاق حالته تلك التي أمام الشباب في كامل الموسم، وكيف أن الأهلي ثالث الدوري ويكتفي بهدفين ما أمام الاتحاد، ولقلت: هذا الاتحاد الذي في آسيا لماذا لم يقدم ذات درس الرغبة محليا ليكون بين الجياد الرابحة وليس في منطقة لاتوصف سوى بالعادي دورياً؟ المواجهتان اليوم أسهل البلوغ لطرف المجد، ولكنها في واقع الأمر أصعبه تركيزا ولياقة ووقوعاً في أخطاء قد من الصعوبة ارتكابها فنياً طالما الأربعة بذات الحرص، ورغبة المدرب، وحشد الأنصار، وفلسفة إنقاذ الموسم، وبذات أشياء كثيرة قد تظهر من خلالها المباراتان أكثر شداً وتأتي متعقلنة ولو من أجل ألا يكون اللاعب أو المدرب كبش فداء الهزيمة .. والذي أتمنى أن تكون ممتعة ويستحق فيها الجيد أن يتقدم لينتصر، فيما التوقعات ليست ما يرتكز عليها المقال وإلا لقلت: بطل هذه الكأس ليس من جدة، بل من تركيزة.. إلى اللقاء.