×
محافظة الحدود الشمالية

عام / بلدية رفحاء تواصل أعمال صيانة الإنارة بالمحافظة

صورة الخبر

• لستُ هنا في معرض مدح أو نقد البيان الأخير الذي أبانت فيه حركة «حماس» عن منهجيتها في المرحلة المقبلة، والذي أقرّت فيه قبولها بدولة فلسطينية على حدود 1967 كحل موقت من دون التفريط بالمطالبة بتحرير كامل الأراضي الفلسطينية، كما أقرّت فيه بعدم عدائها لليهود كأصحاب ديانة، إنما عداؤها لإسرائيل والصهيونية. وكانت الحركة ترفض مثل هذين الإقرارين على مدى سنين طويلة، وفي عام 1988 حين قام المجلس الوطني الفلسطيني والذي أراد ضم كل الحركات الفلسطينية تحت لواء واحد، رفضت الحركة وقتها الانضمام وتمسكت برأيها المنادي بالرفض الكامل لأي قبول لحل الدولة على حدود 1967 ولو موقتا، بل وكالت وقتها تهم التخوين لأعضاء حركة «فتح» وكل من انضوى تحت مظلة منظمة التحرير ونعتهم ببيع القضية والاستسلام ومهادنة العدو! اليوم وبعد قرابة 30 سنة، تعود «حماس» للرأي الذي رفضته طوال هذه الفترة، دفع الجميع أثمانا غالية بسبب مثل هذه التعنتات. ما يهمنا هنا: ما الدرس المستفاد لنا كأمة عربية وكشعوب خليجية تحديدا من مثل هذا البيان الذي تغيرت فيه المبادئ؟• ما يهمنا هو معرفة أن معظم تلك الأحزاب السياسية العاملة في بلادنا وهذه التجمعات التي تصرخ بمبادئ الحرية والعدالة ليل نهار وتنظّر للحكم العادل، معظمها إن لم يكن كلها، لا يملك إلا التنظير فقط وليس له من الحكمة شيء! هو قصير النظر سياسياً إلى حد العمى أحيانا! يحفظ من جمل وعبارات الجهاد والعدل والثورة كما يحفظ الببغاء ما يسمع من كلام! ويتاجر بالشعوب وقضاياه حتى لو لم يربح هو شيئا إلا هذا العنفوان والعيش في أوهام الثورة والانتصارات.• ولأننا كشعوب عربية للأسف تستهوينا مثل هذه الخطابات والمناهج السياسة بغض النظر عن نتائجها، لذا تجد هذه الأحزاب رواجاً بيننا وما زالت!• اليوم، لو نظرنا إلى كيفية تعاطينا مع مشكلتي سورية أو اليمن على سبيل المثال، لاكتشفنا أننا نتعامل معهما كما تعاملت «حماس» مع قضيتها عام 1988، واكتشفت عدم ملاءمة هذا المنهج بعد 30 عاماً! ولو نظرنا إلى مشاكل الدول العربية الداخلية في ما بين كثير من الأحزاب والتجمعات السياسية من ناحية، وبين الحكومات، لاكتشفنا أيضا أن هذه الأحزاب تتبع المنهج نفسه في هذه الخلافات من دون تبرئة الحكومات العربية من خلل الأداء طبعاً!• الخلاصة... إننا بحاجة إلى أن نستلهم العبرة من مثل هذه المواقف حتى لا تضيع سني الشعوب هدراً بسبب هذا العمى السياسي. lawyermodalsbti@