صراحة متابعات : في العاصمة الروسية موسكو حيث الآيديولوجيات والقراءات السياسية المختلفة، لم يزاحم جليد سان بطرس بورغ حرارة الرياض، والتقط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال حواره السنوي في 14 نيسان (أبريل) الجاري سؤالاً حول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من بين مليوني سؤال وجهت له عبر مختلف الوسائل من إعلاميين ومحللين ومهتمين، وذلك بحسب مستشار البعثة الروسية في السعودية أرتورليوكمانوف، كدلالة على «الدور المحوري الذي يلعبه الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على الساحة الإقليمية والدولية». وشدد بوتين خلال إجابته على حكمة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقدرته على قيادة السعودية في ظل ظروف إقليمية صعبة. وفي أقصى الغرب حيث تلعب الجغرافيا الأميركية ثقلاً سياسياً ودولياً يعلمه الجميع، دفعت واشنطن بعرابها باراك أوباما إلى قلب منتجع في أقصى الشمال الشرقي لمدينة الرياض يحمل اسم «روضة خريم» للقاء الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 28 آذار (مارس) 2014، لتوضيح الموقف الأميركي أمام العاهل السعودي حيال كثير من قضايا المنطقة. الموقفان في موسكو وواشنطن لم يكن بينهما سوى أيام قليلة، لكنهما يرسمان بدقة خريطة القرار السياسي للملك عبدالله بن عبدالعزيز، فعلى رغم اختلاف الرؤى السياسية الروسية – الأميركية حيال كثير من القضايا، إلا أن هذه الرؤى تتفق على أن السعودية وقائدها عبدالله بن عبدالعزيز هما نقطة الارتكاز في المنطقة. وما بين القطبين الدوليين الكبيرين الأميركي من جهة والروسي من جهة أخرى، يرصد عدد من السياسيين العرب والمحليين أهم القرارات التي اتخذها والمواقف التي تبناها خادم الحرمين الشريفين منذ أن كان ولياً للعهد، فالقيادي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث، قال في حوار ينشر لاحقاً، إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لعب دوراً مهماً على الساحة الإقليمية والدولية، ليس الآن بل منذ مبايعته ولياً للعهد في 13 حزيران (يونيو) 1982، وحتى مبايعته ملكاً في الأول من آب (أغسطس) 2005. وقال شعث: «حدث لقاء في 2001 بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (ولي العهد آنذاك) والرئيس الأميركي السابق جورج بوش (الابن)، وكان الطلب الوحيد المطروح على طاولة النقاش هو نصيحة خادم الحرمين للرئيس الأميركي، وقوله له: «إذا أردت استقراراً في المنطقة، فعليك الاهتمام بالقضية الفلسطينية»، وأضاف: «أعطوا الفلسطينيين حقوقهم». وأوضح القيادي الفلسطيني: «أن لخادم الحرمين الشريفين دوراً مؤثراً في أحداث المنطقة، وقبل القمة العربية التي عقدت في بيروت في آذار (مارس) 2002، دعاني الملك عبدالله بن عبدالعزيز حينما كنت وزيراً لخارجية فلسطين إلى الرياض لاطلاعي على أسس مبادرة السلام العربية التي حدد خطوطها وأهم بنودها، ثم جاء بعدي محمود عباس (أبومازن) في وجود الرئيس ياسر عرفات يرحمه الله، وكان لنا دور طلبه الملك عبدالله بن عبدالعزيز،في الصياغة النهائية لهذه المبادرة، وأنا كنت في القمة العربية التي اعتمدت فيها هذه المبادرة، وكنت إلى جانب خادم الحرمين الشريفين طوال الوقت،وشاع يقين بين الزعماء العرب الحاضرين في القمة أن هذه المبادرة تمثل مركزاً أساسياً لعملية السلام ورغم الاختلاف العربي – العربي الشديد وقتها، إلا أنه كانت هناك ثمة يقين أن هذه المبادرة مهمة، ولا بد من تبنيها لمواجهة أية مبادرات دولية أخرى ربما تكون غير منصفة للفلسطينيين». فيما شدد عضو المجلس الثوري لحركة فتح والرئيس السابق لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني جبريل الرجوب، على أن دور الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في المنطقة واضح وملموس»، وقال في حوار مطول : «إن خادم الحرمين الشريفين من القيادات العربية القليلة التي تلمّست خطورة الإرهاب في المنطقة»، مضيفاً: «إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز أول من دق ناقوس الخطر من انتشار الإرهاب والجماعات المتطرفة في المنطقة، لذلك قدم في شباط (فبراير) 2005 مقترحاً دولياً لإقامة مركز لمكافحة الإرهاب، وساهم في تأسيس ورعاية مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، وهو بذلك أوجد جهة على درجة عالية من العلم والتخطيط الاستراتيجي لمواجهة خطر بات يهدد بقاء دول بأكملها». وقال الرجوب: «لا يمكن للفلسطينيين أن ينسوا موقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، خلال مؤتمر القمة العربية في كانون الثاني (يناير) 2009 في الكويت، ودعوته إلى تجاوز مرحلة الخلافات بين العرب ودعم فلسطين، إضافة إلى تقديمه 250 مليون دولار في تموز (يوليو) 2006 لتكون نواة لصندوق عربي دولي لإعمار فلسطين». إنقاذ المنطقة من «سايكس بيكو» جديد ة في القاهرة حيث حال التوتر والقلق التي يعيشها الشارع المصري، وحيث الاختلاف على أشده بين كثير من الأطياف السياسية المصرية، يبرز اسم عبدالله بن عبدالعزيز، مطمئناً لكل هواجس المصريين وباعثاً في نفوسهم أملاً في قدرة بلادهم على تجاوز ما تمر به من أزمات بمساعدة ووقفة تاريخية لقائد سعودي سجل اسمه باقتدار في سجل التاريخ المصري والعربي، الأمر ذاته في تونس والبحرين واليمن وسورية التي تنظر شعوبها وعرابوها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بوصفه «أيقونة سلام وتوحيد وصوت وحصن لكل ما يواجهونه من حالات اضطراب وتوتر وغياب أمن». الرئيس المصري الموقت المستشار عدلي منصور، أكد في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) 2013، أن أول زيارة خارجية له منذ توليه مقاليد السلطة في بلاده كانت إلى المملكة» التي كان لها موقف حاسم في تأييد إرادة الشعب المصري» . وقال: «لقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أول من هنأني بتولي منصبي حيث تلقيت برقية تهنئة منه قبل أداء اليمين»، مضيفاً: «إن المملكة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وضعت كل ثقلها السياسي والاقتصادي في مساندة ودعم إرادة الشعب المصري التي تجلت بعد 30 تموز (يونيو) رافضة المساس بأمن مصر واستقرارها أو التدخل في شؤونها وهو ما جسدته كلمة خادم الحرمين الشريفين في 16 آب (أغسطس) 2013 الداعمة لمصر، والتي مثلت نقطة تحول واضحة للكثير من المواقف الدولية إزاء الثورة». فيما أوضح رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية اللواء سامح سيف اليزل، أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أنقذ مصر والمنطقة من «سايكس بيكو» جديد، كان يحاك ضدها. وقال: «إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أوجد مفهوماً جديداً لـ»السياسة العربية» قائماً على الندية وليس التبعية، قادراً على جذب اهتمام العالم وتقديره لما يقوله واحتراماً لما يقرره». وشدد على أن «الشعب المصري لن ينسى وقفة خادم الحرمين الشريفين، واحتضانه لمصر وللشعب المصري في واحدة من أحلك الظروف التي مرت بها»، مثمناً هذه الوقفة التي لولاها بحسب قوله «لما نجت مصر في تجاوز واحدة من أخطر مراحلها». وفي تونس، أعرب رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة،عن تقدير بلاده للقيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، منوهًا بحرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على تعزيز التعاون بين المملكة وتونس، واصفاً علاقات بلاده مع المملكة بأنها مهمة، ومؤكدًا الحرص على تعزيزها وتطويرها في المجالات كافة لـ»الارتقاء بها إلى مستوى العلاقات التاريخية المتجذرة بين البلدين». وفي اليمن، ثمن الرئيس عبدربه منصور هادي، مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الداعمة والمؤيدة لليمن، ولا سيما خلال الأزمة التي عانت منها بلاده مطلع 2011. وأكد في 23 كانون الثاني (يناير) الماضي أن «مبادرات خادم الحرمين الشريفين والمساعدات التي وجه بتقديمها إلى اليمن كان لها أثر بالغ جداً في انفراج الأزمة التي عانى منها المواطنون اليمنيون». سيدا: الملك عبدالله وقف مع الشعب السوري ضد مجلس الأمن شدد رئيس المجلس الوطني السوري السابق عبدالباسط سيدا، على أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، هو «صوت سورية في المحافل الدولية». وقال في اتصال «إنه في الوقت الذي أدار العالم ظهره للشعب السوري، لم يجد هذا الشعب الذي يتعرض للذبح يومياً على يد النظام في دمشق سوى يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ووقفته الصادقة مع السوريين في محنتهم». وأوضح إن «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، افتتح في 23 تموز (يوليو) 2012، الحملة الوطنية السعودية لنصرة السوريين بتبرع 20 مليون ريال، وتوجيهاته المستمرة في دعم الشعـــــب السوري وتأمين حاجاته في الأردن وتركيــــا، وهو أمــــر لن ينساه السوريون». وقال سيدا: «إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رفض دخول السعودية إلى مجلس الأمن احتراماً للشعب السوري ودعماً له، ليحرك الضمير العالمي تجاه أزمة إنسانية طالت وسقط خلالها آلاف الضحايا من الأطفال والأبرياء، وانتقد آلية عمل المجلس، وتوظيف دول مثل روسيا لحق الفيتو ضد رغبات الشعب السوري». وأكد رئيس المجلس الوطني السوري السابق «إن هذا الموقف التاريخي يمثل سابــــقة عربية تفرض كثيراً من الاحترام على رغبــــات الشعب السوري الذي يواجه القتل والتعذيب اليومي على يد جلادي النظام في دمشق». ( الحياة )