×
محافظة الرياض

«بلدي الرياض» يشدد على وضع حد لمشاكل حفريات الخدمات وإنهاء تنفيذها قبل أعمال السفلتة

صورة الخبر

كتبت سابقا في هذه الصحيفة عن «حساسية النقد» وخوف المسؤول من مواجهة الحقائق والاعتراف بالخطأ. وكتبت عن «الأخطاء الطبية.. كيف يمنع حدوثها؟» والتي يجب أن تسبق الاهتمام بمعاقبة من ارتكبها، لأن الخطأ هو نتيجة لسلسلة من التنظيمات ساهمت في حصوله، وسيستمر الخطأ ما لم تتحسن الوسائل المؤدية إليه. كمسلمين نحترم تراثنا الإسلامي، ونقتدي بالسلف، فنحن نفخر بموقف الخليفة الثاني عمر بن الخطاب عندما قال لسلمان رضي الله عنهما «رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي». كما أننا كعرب نعشق الشعارات ونردد أن «الفشل سبب من أسباب النجاح»، وأنه «كي تحل مشكلة يجب عليك أولاً الاعتراف بها». لكن تبقى هذه المقولات مجرد شعارات لا قيمة لها في أرض الواقع. فالمسؤول العربي قد تعود أن يحاط ببطانة من المنافقين، يتملقونه ويسبحون بحمده، ويكيلون له المديح فلا يلتفت لأخطائه، وينفرونه من أي ناصح أمين يطرح مشكلات إدارته لإيجاد حلول لها، وتشخصن الإشارة للخطأ وتفسر بأنها اتهام مباشر للمسؤول بالفشل. وتتفاقم المشكلة عندما يكون المسؤول في برجه العاجي فلا يعلم ما يجري حوله ولا صوت الشارع، فهو لا يسمع إلا أصواتهم وبياناتهم المبنية على معلومات قد تكون مضللة، ويتغافلون عن المساحة الإعلامية الكبيرة التي سمحت بها الفضائيات وقنوات التواصل التي صارت الوسيط الأقرب والأسرع لنقل الأخبار وكذلك الشائعات فيفقد المسؤول مصداقيته تماما فتكون تصريحاته نكتة للاستهزاء. هل تتذكرون أشهر وزير إعلام عربي الذي اشتهر بمثل «أكذب من الصحاف»، ففي حرب الخليج الثانية كانت بغداد تسقط وكانت وسائل الإعلام الغربية تنقل ما حصل فيها بالصوت والصورة، وخرج هو ليعلن أن الأمور مستتبة وأنه لا خطر على العراق، وأن ما يراه العالم من صور وقنوات مختلفة مختلق، وأنه وحده من ينقل الحقيقة، تلك الحقيقة التي انتهت بعد أيام قليلة بسقوط النظام الذي يتبعه وهروب الصحاف. الصحاف وكثيرون غيره يكذبون ليتجملوا، ينفذون دورهم المرسوم لهم نظاميا، فالاعتراف بالخطأ يرتبط بالتقليل من شأنهم وشأن رؤسائهم ومن أسندوا لهم المهام. الاعتراف بالخطأ في مجتمعاتنا هو اعتراف بالفشل، والفشل يرتبط بالفضيحة. وتحل المشكلة عادة بتحميل شخص بعينه شماعة الفشل وإلقاء السهام عليه والتخلص من تبعاتها، لهذا تظل مشكلاتنا وقضايانا تدور في حلقة مفرغة، ويستمر الخطأ.