لم يكن أبو متعب، عبدالله بن عبد العزيز، إلا صاحب قلبٍ كبير، شمل بعباءة حكمه الكبير والصغير، حاكم حازم ولكن بحب، رجل تغيير وإصلاح ولكن ضمن ظروف المجتمع والمحيط. تحل الذكرى التاسعة لبيعته، وقد تحولت السعودية كثيرا عن الذي كانت عليه. قاد حزمة من التغييرات التي لم تكن تخطر على بال أحد أنها ستحدث في بضع سنوات. لقد أسس برنامج الابتعاث، وجامعة كاوست، والمدن الاقتصادية، ودخلت المرأة إلى مجلس الشورى، وتم تجريم الجماعات الإرهابية. باختصار، لقد شيد صروحا جديدة في السعودية جعلتها ضمن العصر لا خارجه، وأدخلتها في سياقات المنافسة، صعد بها إلى المنافسة العالمية في المجالات الاقتصادية، وحفر لها وزنا في القرارات الدولية. في كلمةٍ للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، قال: «إن فرنسا ستحذو حذو السعودية بما يتعلق بتجريم المشاركة في مناطق العنف والصراع». أراد الملك أن تكون السعودية الجديدة متكاملة مع الدماء الشابة من خلال التعيينات، والأمر الملكي القاضي بتعيين محمد بن سلمان وزيرا للدولة إضافة إلى رئاسته لديوان سمو ولي العهد يعبر عن هذا التوجه، الدماء الشابة في الأسرة الحاكمة مهمة، والتعيين من الجيل الثاني والثالث يؤسس للتكامل المطلوب بين أجيال الخبرة الأولى وبين الأجيال الشابة الصاعدة الطامحة من الجيلين الثاني والثالث. ومحمد بن سلمان شاب متخصص بالقانون، ولديه إسهامات شبابية وخيرية عديدة ويشكل قيمة ونموذجا بالنسبة للشباب، لجهة قربه من همومهم وأحلامهم. مع كل الصراعات والموجات التي خاضتها المنطقة، بقيت السعودية سفينة يقودها الملك في أشرس الأمواج والمناخات التي مرت بالمنطقة، وربما كانت الأحداث التي تلت عام 2010 أخطر موجات اضطراب حدثت بالمنطقة منذ أحداث الحرب العالمية الثانية، لكن السعودية تجاوزت كل ذلك المناخ وأرست سفينتها على شاطئٍ من الأمان واتجهت صوب التنمية بكل مستوياتها. ستتذكر الأجيال اللاحقة أن ملكا عظيما قاد السعودية وغيرها اسمه «عبدالله»!.