اضطرّت الإدارة الأميركية إلى السير في التوجّه الذي اعتمدته روسيا ومن معها في العالم، ومضمونه أن لا حلّ عسكرياً في سورية، بل إن الحلّ يكمن في الحوار السياسي. وعلل الأمريكيون أن تلك الخطوة تخدم مصلحة أمريكا. وبعبارة أخرى فإن مصلحة الغرب تقتضي عدم التدخل لوقف جريان سواقي الدماء في سورية. وبخلوا حتى بدفع مشروع منع الطيران وخلق منطقة (No Fly Zone) والمحايدون من كتاب الافتتاحيات في الدول المتآمرة على سورية اقتنعوا بمعظمهم وبدأوا بتغيير مواقفهم إزاء الأزمة هناك، وبالأخص من جانب بريطانيا وفرنسا اللتين كانتا تقودان الحلف التآمري بتناغم وتشجيع من واشنطن. والأعذار المعلنة أن لا أعذار سوى قولهم ان مصلحة الدولة الفلانية تقتضى عدم التدخل، يعني المصلحة في نزيف الدم. وتُغدق الدول الكبرى العطاء على الدول التي استعدت للسمع والطاعة. فالمساعدات المزمع قطعها عن مصر(مثلا) بدأت بعد اتفاقية كامب ديفيد. كانت مصر( تستاهل) وتستمر صداقة الدول الكبرى الغنية مع الدول الصغرى المحتاجة ما دامت الأخيرة " معتدلة ..! " . وأظنهم - الغربيين هم الذين أوجدوا القول " في السياسة لا صداقة دائمة ولا عداوة دائمة. وتركوا القول " الصديق وقت الضيق ". ولم يعد العالم يجهل أن الغرب كله، أو أقطاب المصالح فيه، يسرعون في التخلي عن الحليف إذا رأت عيون المصلحة ذلك. ونوري السعيد وشاه إيران وبن على خير صورة لهذا النزوع. والى قضوا مِنْك اللوازم وخلوكْ تفرقوا وانت احتمل كلّ ما جاك كِنّك سراج البيت للنور شبّوك وِلا انقضى اللازم حدا الرّبع طفّاك الشاعر الشعبي : سليمان بن شريم ومتقصّوا مسارد الأمثال في اللغات سيجدون أمثلة كثيرة تتناول ذات المعنى. ولعل أقربها إلى أسماعنا مثل يقول: أي: الصديق وقت الضيق أو وقت الحاجة A friend in need is a friend indeed