×
محافظة المنطقة الشرقية

الجودر: المعرض الخليجي للرياضة فرصة لعرض أحدث المعدات والتقنيات الرياضية

صورة الخبر

نحن نعيش في حقبة حيث المُدخرون الذين يبحثون عن الدخل هم أكثر استماتة من أجل العثور على طُرق لتوليد أي نوع من العائد على أموالهم. هذا الاتجاه يُغري عددا أكبر للدخول في أنواع غير مجرَّبة أو محفوفة بالمخاطر من الاستثمارات.مديرو الصناديق المحترفون سعداء اليوم بأن يقرضوا الحكومات التي لديها تاريخ حديث للتخلف عن سداد ديونها بمعدلات عائد تافهة، في حين يشتري الأفراد بحبور منتجات استثمار تزداد غرابة باستمرار.بروح البحث قررت إجراء استطلاع بسيط غير رسمي بين زملائي في "فاينانشيال تايمز" استناداً إلى فرضية بسيطة – أقترح عليهم نوعا "بديلا" من الاستثمار لأرى إلى أي مدى يُمكن أن يُغريهم، مقارنة بما هو معروض حالياً.كانت فكرتي هي اختيار رهان على أساس حدث سياسي قد يحدث على مدى فترة طويلة، مثلاً 50 عاماً، وأرى ما احتمالات عثورهم على الرهان (النظري) الجذّاب بما فيه الكفاية لاعتباره احتمالا لائقا. كان يجب أن يكون مقابل مبلغ كبير، مثلاً ألف جنيه.بعد بعض التفكير، الرهان الذي قررت اتّخاذه كان هذا: ما هو الاحتمال اليوم لأن تكون هناك سلالة سياسية لترمب؟ بشكل أكثر تحديداً، ما الاحتمالات التي قد تقبلها اليوم لقيام أحد أطفال إيفانكا ترمب وجاريد كوشنر الثلاثة (حالياً أعمارهم من عام إلى خمسة أعوام) بإطلاق ترشيح رئاسي خلال نصف القرن التالي؟ اعتقد أحد الزملاء أن من المعقول أخذ احتمالات حدوث هذا بالحد الأدنى بمقدار 1-5، بينما منح آخرون إجابات بين 200-1 وأخرى مرتفعة بمقدار ثلاثة آلاف- 1.رهان ثلاثة آلاف- 1، إذا كان سيحدث في غضون 50 عاما بالضبط، من شأنه تمثيل عائد سنوي مركب بنسبة 17.5 في المائة خلال هذه الفترة. الاحتمال 200-1 سيبقى يوفر نسبة جيدة للغاية تبلغ 11.2 في المائة. والاحتمال 1-5 يعطيك 3.27 في المائة سنوياً. لكن هل هذه العوائد كافية بالنظر إلى إمكانية الخسارة التامة واستحالة تقييم الرهان بأي درجة من الدقة؟ ما الثمن الذي عنده تكون الاحتمالات جيدة جداً بحيث لا نستطيع رفضها؟ عشرة آلاف إلى واحد؟ مليون إلى واحد؟المقامرة الصارخة من هذا النوع عادةً ما تكون بمنزلة النقيض المباشر للاستثمار. الاستثمار شيء حصيف يفعله الناس للحفاظ على قيمة مُدّخراتهم وتنميتها، بينما المقامرة هي نشاط متهور عادةً ما يؤدي إلى خسارة الناس لأموالهم. يغلب على المُدّخرين ذوي الطبع المُحافِظ اعتبار جميع الاستثمارات في البورصة شكلا من أشكال المقامرة، ويدل على ذلك حقيقة أن 80 في المائة حسابات الادّخار الفردية، هي حسابات ادّخار فردية نقدية بدلاً من الأسهم، وذلك وفقاً لمصلحة الجمارك والدخل البريطانية. هذا يحدث على الرغم من الدليل الذي يُشير إلى أن العوائد على المدى الطويل من البورصة تتجاوز بشكل مريح تلك التي يُمكن أن يجنيها الفرد من النقود. قد يبدو، كما لاحظ خبراء الاقتصاد السلوكي أن الناس يُمكن أن يعيشوا في خوف من الخسائر لدرجة تدفعهم بشكل غير عقلاني لتفويت المكاسب.إذا كنّا سنُفكر بحساب ادّخار فردي للأسهم - مثلاً صندوق مُتعقب واسع النطاق - بالطريقة نفسها التي نُقيّم فيها الرهان الخيالي على الآمال الرئاسية لأحفاد دونالد ترمب، يُمكننا بشكل مريح استبعاد الخسارة التامة لرأس المال والحصول على آمال معقولة لزيادة القيمة على مدى فترة زمنية طويلة بما فيه الكفاية.في الوقت نفسه، هذا الخوف من الخسارة ربما يدفع المُدخّرين لاتّخاذ رهانات تبدو أقل خطورة بكثير، لكنها في الواقع تنطوي على احتمال أكبر بكثير لتحقيق نتيجة كارثية. الاستثمار في عقارات لندن، رهان تنظر إليه كما يبدو أعداد كبيرة من الجمهور العام على أنه شبه خال من المخاطر، ليس فقط لوضع رهان على أحد الأصول في مدينة واحدة، لكن أيضاً القيام بذلك في كثير من الأحيان عن طريق مبالغ كبيرة من الديون. شراء الأسهم، كما تُشير بيانات حسابات الادّخار الفردية، يُعتبر محفوفا بالمخاطر، لكن اقتراض مُضاعفات راتبك للاستثمار في عقار بسعر يبلغ 30 مرة ضعف إجمالي دخل الإيجار يُعتبر تقريباً بمنزلة شهادة وفاة. هل الاحتمالات المعروضة عليك تعوّضك بشكل حقيقي عن المخاطر التي تتخذها؟في عالم مختلف، أصحاب رأس المال المغامر - والأفراد من القطاع الخاص على نحو متزايد - على استعداد للاستثمار في الشركات الناشئة عالية المخاطر على أمل أن واحدة منها على الأقل ستؤدي إلى عائد كبير جداً، مثلاً 50 مرة ضعف استثمارهم الأولي. الرياضيات البسيطة تُخبرنا أنه حتى تكون هذه الأنواع من الاستثمارات رهانات جيدة فإنها لا تزال بحاجة إلى النجاح بنسبة تزيد على 2 في المائة من الوقت. هل كل شركة ناشئة يستثمرون فيها تملك فرصة أفضل من هذه لتُصبح "شركة ذات رأسمال يزيد على مليار دولار؟". إذا لم يكُن الأمر كذلك، ربما يبدو أنهم قد يخسرون الرهانات على المدى الطويل.موازنة المخاطر مقابل المكافأة هي المبدأ الأساسي في جميع الاستثمارات. لكن في خياراتنا الاستثمارية الشخصية غالباً ما ننسى أنه في كل مرة نفعل فيها أي شيء بأموالنا فإننا نقوم برهان من نوع ما. عدم الإدراك التام للمخاطر التي نتّخذها، ومقدار ما يُدفع لك لاتّخاذها، سيكون في النهاية أكثر خطورة بكثير من مجرد التظاهر أنه من الممكن عدم تحمّل أي مخاطر على الإطلاق.Image: category: FINANCIAL TIMESAuthor: مايلز جونسون من لندنpublication date: السبت, مايو 6, 2017 - 03:00