"الانتخابات الإيرانية ليست حرة ولا نزيهة، ونظام الملالي يعيش ذروة غير مسبوقة من الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدولية".<br/>بهذه الإفادة قدم مؤتمر لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، عبر الإنترنت: "الانتخابات الإيرانية.. الآفاق والعواقب"، قدم خلاصة تحليلية، الخميس (4 مايو 2017)، بمشاركة وزير خارجية إيطاليا السابق، جوليو تيرزي.<br/>وأكد "تيرزي" فشل النظام الإيراني في حل أي من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية لمواطنيه على الرغم من توقيع الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن التعاون الاقتصادي مع ايران "يتنافى مع ضرورات وغايات الغرب".<br/>وشدد الدبلوماسي الأوروبي البارز على أنّ أي تعاون اقتصادي مع طهران لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعمها للأنشطة الإرهابية في المنطقة، وتمكين قوات الحرس الثوري الإيراني، مضيفا: "لا ينبغي توقع حدوث تحول كبير في سياسات طهران بعد الانتخابات، تعليق الغرب لآمال كبيرة على نتائجها حماقة كبيرة".<br/>وهم الاعتدال<br/>ورفض وزير خارجية إيطاليا السابق الطرح القائل بوجود معتدلين ومتشددين بالمشهد السياسي الإيراني، قائلا، "هذه صورة غير حقيقية، ومناصروها أشاعوا تصورات خاطئة أدت إلى فضائح سياسية كارثية، فجميع الإدارات الأمريكية المتلاحقة منذ عام 1979، فضلا عن العديد من دول الاتحاد الأوروبي، تابعت بطريقة أو بأخرى هذا السراب، وكانت النتائج هي نفسها".<br/>وأضاف "تيرزي": "لقد حان وقت استخلاص الدروس، هناك اختلافات في الدلالات والتكتيكات داخل اللاعبين النشطين في إيران؛ ولكن ليس على الأسس الموضوعية والجوهرية، والاختلافات حول كيفية الحفاظ على النظام في السلطة".<br/>فيما نوه رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، محمد محدثين، المشاهدين بالقوة المحدودة التي يتمتع بها أي رئيس في ظل نظام ولاية الفقيه، مشيرا إلى أن السلطة الحقيقية بيد المرشد الأعلى، علي خامنئي، ومكتبه، والحرس الثوري.<br/>وأضاف محدثين: "الانتخابات في نظام الملالي هي تقاسم السلطة بين مختلف الأجنحة في النظام الوحشي، بل هي أيضا مشاركة مختلف الأجنحة في نهب ثروات الشعب الإيراني".<br/>وتابع أن جميع أجنحة النظام الإيراني تتفق تماما مع بعضها البعض عندما يتعلق الأمر بالسياسات الرئيسة، أي القمع في الداخل، وتصدير الإرهاب والأصولية، وكذلك انتشار أسلحة الدمار الشامل.<br/>رئيسي وروحاني<br/>وذكر "محدثين" أن مرشح المحافظين الأبرز، إبراهيم رئيسي، كان أكثر الأشخاص وحشية في (لجنة الموت) المسؤولة عن مذبحة 30000 سجين سياسي عام 1988، فيما عمل الرئيس الحالي، حسن روحاني، في مراكز صنع القرار في النظام منذ بدايته، وشارك في قمع الانتفاضة الشعبية في عام 2009 ونفذت في ولايته أكثر من 3000 عملية إعدام، كما قدّم دعما لا هوادة للديكتاتور السوري، بشار الأسد.<br/>وبهذه الخلفية المعلوماتية، خلص رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى أن "الفارق بين روحاني ورئيسي هو أن الأول جمع بين الوحشية والخداع".<br/>وأشار محدثين إلى أن خامنئي لديه سلطة هندسة الانتخابات الإيرانية، إلا أنه يمارسها إلى حد لا يؤدي إلى الاقتتال الداخلي بين مختلف الأجنحة ولا يؤدي إلى إثارة انتفاضة تشكل تحديا خطيرا للنظام برمته.<br/>وحول تقدم إبراهيم رئيسي للترشح قال، "قدمه خامنئي مرشحا رئاسيا للمضي قدما في خط انكماش النظام لتثبيت سلطته الموحدة؛ لأنه يرى أن ذلك يحسن فرص بقاء النظام، وإذا نجح في ذلك وفاز رئيسي بالانتخابات سيكون لهذا النظام قاعدة أصغر بكثير، وربما تحدث انشقاقات داخل النظام، وسيعرف المجتمع الدولي حينها أن الاصلاحات والاعتدال في إيران ليس سوى سراب".<br/>أما إذا فشلت هندسة خامنئي، والكلام لمحدثين، "فإنها ستكون ضربة كبيرة لهيبته وسمعته، وتصاعد للصراعات داخل النظام، وحينها سيكون خامنئي في وضع أضعف لاختيار خليفته، وفي هذه الحالة، ربما يحاول خامنئي تصوير روحاني باعتباره الأكثر قبولا للمجتمع الدولي والحصول على امتياز بهذه الطريقة، لكن ضعفه سيتسبب في تصعيد الأزمة بين الأجنحة حول تقسيم السلطة".<br/>وخلص المشاركون في المؤتمر إلى أن حقيقة خيارات الناخب الإيراني هي بين الأسوأ والأسوأ بكثير، وهو الواقع الذي يفرض وضعا جديدا، ربما يجعل النظام أقرب إلى السقوط.<br/>