* كلما قرأت خبراً يروّج فيه أحد دكاترتنا -الحقيقيون أو المزيفون أو ما بين البينين- لأعمال الشعوذة وخلطات علاج السكري والصرع والضعف الجنسي التي قتلت أكثر مما عالجت، تذكرت الصورة الشهيرة لـ(خامنئي) وهو يقبّل رؤوس الطلاب الإيرانيين العائدين بميداليات ذهبية من أولمبياد الرياضيات والعلوم!. إيران التي تحتل المركز العاشر عالمياً في الرياضيات وبها أكثر من 330 اتحاداً للفيزياء والرياضيات، استثمرتقبل سنوات في تكوين ألف عالم لكي يشاركوا في صناعة القرار الإيراني، وليساهموا في تمدد وبقاء نظام الملالي القائم أصلاً على أحلام التفوق والتوسع!. * وعلى عكس بعض (دكاترتنا) الذين يتبادلون النكات على علم الرياضيات مثل قول أحدهم في تغريدة شهيرة: («س² + ص + 8 (س + 2ص²)³ أوجد قيمة (ص)؟ ثم يضيف ساخراً: اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع»!! فإن وزير الاقتصاد الإسرائيلي المتعصب (نفتالي بنت) أحد الذين صاغوا البرنامج الإصلاحي الأخير للتعليم الإسرائيلي قد أيقظ إسرائيل كلها، حين قال: «إن الطلاب الإيرانيين الذين ينهون الوحدات الخمسة في الرياضيات، أكثر بثلاثة أضعاف من نظرائهم الإسرائيليين»، مطالباً بتصحيح المعادلة المقلوبة.. فانقلبت إسرائيل رأساً على عقب، علماً بأن إسرائيل وإيران هما المتصدران في المنطقة وبفارق (ضوئي) عن بقية بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان المشغولة في حروب أزلية عنوانها (فخار يكسر بعضه). • المضحك أن الرياضيات التي نسخر منها ونراها علماً لا ينفع، ويفضل عليها طلابنا (التفحيط) و(مطاردة الضبان) هي أساس صناعة السيارات التي نطارد بها (الجرابيع) و(الضبان).. وأساس بنية الكمبيوترات والجوالات التي نتناقل فيها مقاطع (الوناسة) والشيلات المسرّعة، وصلب عمل عمنا (جوجل) الذي يحدد لنا مواقع (الكشتات) ومواعيد الأمطار لشهر قادم!. * حروب الرياضيات والعلوم هي حروب صناعة المستقبل، والاجتهادات الفردية التي يقوم بها معلمون متطوعون، أو التي تقوم بها بعض الجهات التعليمية ضئيلة جداً وغير كافية للحاق بالقوم ومنافستهم، فضلاً عن عدم تناسبها مع حجم ومكانة المملكة وخططها الطموحة (2030). * عالم واحد إن أحسنّا صنعه قد يغير مستقبل أمة.. للتأكد ابحثوا في (جوجل الرياضياتي) عن هندي اسمه أبوبكر زين العابدين عبدالكلام. m.albiladi@gmail.com