إشراق لايف - مبارك الدوسري - وادى الدواسر : لازال كثير من ابناء محافظة وادي الدواسر يفضلون الخبز العربي الشعبي ” البلدي ” المعروف بالخبز الصنعاني على جميع انواع الخبز المصنوعة في المخابز الاتوماتيكية ، ورغم تعاقب الأجيال فإنه لازال هو الاختيار الاول لأهالي المحافظة بمختلف أعمارهم ، وهو ما ادى الى انتشار تلك المخابز في كثير من احياء المحافظة. ويعود وجود تلك المخابز في المحافظة كما يروي احد كبار السن من أهالي المحافظة الى منتصف السبعينيات الهجرية حيث جلبتها العمالة اليمنية ، وبدأت في التوسع فيها حتى شملت كثير من هجر وقرى ومراكز وادي الدواسر، وكان الأهالي يطلقون على المخبز ” فرن ” وعلى من يقوم بصناعة الخبز ” فران ” وكانت الثمانية أرغفة تباع بريال واحد ، ويقوم بعض تلك المخابز ببيع الفول الأبيض الذي كان يًعد في الجرة… حيث تباع الغرفة الواحدة التي يعادل وزن محتواها 200جم تقريباً بنصف ريال ,وكان للزبون أن يطلب إضافة شيء من السمن كل ملعقة بــ قرشان ، كما عمد بعض تلك الأفران الى صناعة انواع أخرى من الخبز في ذلك الوقت ومنها مايسمى بالشريك والصامولي. كما كانت تسمى تلك المخابز باسم صاحب الدار الذي استأجرته منه كأن يقال فرن قدان ، أو فرن طيشان ، أو فرن مدلولة ، أو يسمى باسم المكان الذي هو فيه كأن يقال فرن السدرة أو الفوار ، وكان يتم توصيل الخبز الى بعض الارياف التي لايوجد فيها فرن بواسطة الحمير حيث يمتطي أحد عمالة المخبز الحمار محملاً بالخبز ثم يجوب في شوارع تلك الارياف وبين مزارعها مع ساعات الفجر الأولى ، ويصدر صوتاً بواسطة منبه كان يأتي ضمن أجزاء الدراجات الهوائية . كما كان اهالي المحافظة كغيرهم من المناطق والمحافظات الأخرى يبتاعون ذلك الخبز في حقيبة مصنوعة من البلاستيك تسمى ” كمتة ” تطورت مع الوقت واصبحت حقيبة يقال لها ” مشخلة ” يدخلها الهواء من جميع جوانبها ، كما كان البعض يبتاعه في منشفة تسمى في ذلك الوقت فوطة ” صباح الخير “. ويجمع عددٍ من المواطنين الذين التقاهم محرر وكالة الأنباء السعودية وهم يشترون ذلك الخبز، انهم يرونه الأفضل رغم ان الحصول على الخبز الاتومتيكي الحديث اسهل باعتباره متوفر في كل مكان ، فيما الخبز البلدي الشعبي الصنعاني يحتاج أحياناً كثيرة الى الوقوف في طابور ، ويؤكد احد الزبائن انه عاصر بدايات دخول تلك المخابز بالمحافظة منذ ان كانت الــ 8 ارغفة بريال واحد ، حتى عام 1394هـ أصبحت الــ 6 أرغفة بريال ، الى ان وصلت الــ 4 أرغفة بريال حتى اليوم. وقال عدد من أصحاب تلك المخابز الذين التقاهم محرر الوكالة انهم فخورون بمهنتهم وبتقدير الأهالي لها ، وبين لنا أحدهم ويدعى سعد يحيى انه يقوم يومياً بعجن خمسة اكياس من الدقيق كل كيس يمكن ان ينتج 400 رغيف ، وانهم يعتمدون على ايقاد النار بواسطة الكاز ” الكيروسين ” وأن وزن كل اربعة ارغفة يتراوح وزنها مابين 400 – 450 غرام. وعن الأدوات التي يستخدمونها في صناعة الخبز قال انها ادوات قليلة ابرزها العجانة ، والطاولة التي توضع فيها اقراص العجين ، والكريك الذي بواسطة يٍخرج الخبز من الفرن ، والبروة التي بها يُدخل الخبز الى الفرن.