بدا المحافظون اليوم الجمعة في طريقهم نحو تحقيق فوز كبير في الانتخابات المحلية البريطانية، وهو ما يصب في مصلحة رئيسة الحكومة تيريزا ماي، قبل الانتخابات التشريعية التي دعت إلى تنظيمها في الثامن من يونيو/ حزيران. وتأمل ماي بأن يساعدها الفوز في الانتخابات المقبلة على تقوية موقعها في التفاوض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وسيطر المحافظون على 17 مجلسا من 61 أعلنت نتائجها بعد ظهر الجمعة من 88 مجلسا، حيث حصلوا على 1142 مقعدا، أي ما يعادل 346 مقعدا إضافيا مقارنة بالانتخابات السابقة. وأما حزب العمال، وهو الحزب المعارض الرئيسي، فخسر 188 مقعدا وبات يهيمن على خمسة مجالس فقط. ومن بين المجالس التي خسرها مجلس بلدية مدينة غلاسكو في اسكتلندا الذي كان أحد معاقله على مدى 40 عاما. وقال جون كورتيس، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ستراثكلايد، إن المحافظين يحققون حاليا «أفضل نتائجهم في الانتخابات المحلية منذ عشر سنوات وربما منذ 25 عاما». ولم تستفد ماي فقط من تراجع حزب العمال، بل كذلك من انهيار حزب استقلال بريطانيا اليميني الذي لم يحصل على أي مقعد، واعتبر زعيمه بول نوتال، أنه كان «ضحية نجاحه». وقال في بيان، «إذا كان ثمن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو تقدم حزب المحافظين بعدما أخذوا على عاتقهم هذه القضية الوطنية، فإن حزب استقلال بريطانيا مستعد لدفع هذا الثمن». وأما الحزب الليبرالي الديموقراطي الذي يسعى إلى العودة سياسيا كبديل موثوق عن حزب العمال، فخسر 25 مقعدا. وتهدف الانتخابات المحلية التي جرت الخميس إلى اختيار خمسة آلاف عضو في المجالس البلدية في أنحاء البلاد، باستثناء رؤساء بلديات العاصمة لندن ومدن كبرى مثل مانشستر وليفربول (شمال غرب).«ليلة صعبة» للعمال .. وقال جون ماكدونيل مساعد زعيم حزب العمال جيريمي كوربن، إنها «كانت ليلة صعبة». إلا أنه أضاف، أن النتائج لا تعكس فوزا ساحقا توقعه البعض للمحافظين فيما لا يزال كل شيء ممكنا في الانتخابات التشريعية المبكرة التي ستجري في الثامن من يونيو/ حزيران، مع أن استطلاعات الرأي تتوقع تقدم حزب المحافظين على العمال بعشرين نقطة. ومن ناحيته، هنأ وزير الدفاع مايكل فالون حزبه قائلا لشبكة «بي بي سي»، «فهم الناخبون أن البلد بحاجة إلى حكومة بأغلبية فاعلة للتفاوض على خروج جيد من الاتحاد الأوروبي وبناء مملكة متحدة أكثر قوة وعدالة». وأما في اسكتلندا، فخسر حزب رئيسة الحكومة الاسكتلندية نيكولا ستورجون، الحزب الوطني الاسكتلندي الذي يحاول الضغط لإجراء استفتاء جديد بشأن الاستقلال، أحد المجالس. وتأتي هذه النتائج قبل خمسة أسابيع من الانتخابات النيابية المبكرة، التي دعت إليها ماي، آملة في زيادة أكثريتها في برلمان وستمنستر، فتؤمن بذلك الحرية المطلقة للتفاوض بشأن «بريكست»، مع المسؤولين الأوروبيين. ولكن العلاقات توترت في الأيام الأخيرة، بعدما اعتبرت ماي الأربعاء، أن «سياسيين ومسؤولين أوروبيين وجهوا تهديدات إلى المملكة المتحدة»، وأن «كل ذلك تمت برمجته عمدا للتأثير على نتيجة الانتخابات» التشريعية. وسعى رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، إلى التهدئة قائلا، إن «هذه المفاوضات صعبة. وإذا ما بدأنا بالاختلاف حتى قبل انطلاقها، فستصبح مستحيلة». وكان الوزير البريطاني المكلف شؤون «بريكست»، ديفيد ديفيس، اتهم المفوضية الأوروبية بمحاولة «تخويف البريطانيين»، فيما دعا فالون القادة الأوروبيين إلى التوقف عن «تسريب»، مضامين محادثاتهم مع لندن. وأما رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، فأشار خلال خطاب في إيطاليا إلى أن المسألة ليست «انفصال الاتحاد الأوروبي عن المملكة المتحدة… بل هو ترك المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي. وهذا التغير في وضع بريطانيا، سيكون ويجب أن يكون له أثر خلال السنوات القادمة».أخبار ذات صلةيونكر: الإنجليزية تفقد أهميتها بعد قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد…بوريس جونسون يرحب من طرابلس باللقاء بين السراج وحفترتاسك يرى أن الإفراط في التنازع قد يجعل مفاوضات بريكست…شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)