نشر الجيش والشرطة آليات مدرعة على مداخل القاهرة ومحيط ميادينها الرئيسية، الجمعة، استعداداً لتظاهرات احتجاجية على إخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسني مبارك من السجن. وعزَّزت تشكيلات من قوات الجيش والشرطة مدعومة بآليات مدرعة تواجدها على مداخل العاصمة المصرية وعلى محاورها الرئيسية وبمحيط ميادينها، استعداداً للتصدي لأي خروج على القانون خلال تظاهرات الجمعة، احتجاجاً على إخلاء سبيل مبارك. إلى ذلك دعا ساسة وكتاب وقادة رأي، عبر فضائيات وصحف، المواطنين إلى عدم الاستجابة إلى دعوات التظاهر، محذِّرين من أن جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس المعزول محمد مرسي والقوى المؤيدة لها تريد استغلال تلك التظاهرات في إحداث اضطرابات في البلاد.وبرز في السياق دعوة أطلقتها حركة "شباب 6 ابريل" للتظاهر ثم تراجعت عنها لاحقاً، في ما يعكس استمرار حالة الاستقطاب السياسي في البلاد منذ أجبرت ثورة 25 يناير 2011 الرئيس الأسبق حسني مبارك على الخروج من الحُكم.وكان مبارك (85 عاماً) خرج من سجن مزرعة طُرة الخميس، ليخضع للإقامة الجبرية بمستشفى المعادي العسكري، تنفيذاً لحكم أصدرته محكمة جُنح مستأنف بالقاهرة الأربعاء بإطلاق سراحه بعد أن قبلت تظلمه على قرار حبسه الاحتياطي على ذمة قضية اتهامه بالحصول على هدايا من مؤسسة "الأهرام" الصحافية.كما دعا أنصار الرئيس الإسلامي المعزول محمد مرسي إلى تظاهرات كبيرة في "جمعة الشهداء" ضد السلطة العسكرية بينما أمضى مبارك ليلته الأولى في مستشفى عسكري في القاهرة. وتشكل الدعوة إلى التظاهر اختبارا لقدرة الإخوان على تعبئة قواعدها بعد توقيف أبرز قادتها ومقتل مئات من مؤيدي مرسي في أعمال العنف.وأعلن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب عن تنظيمه 28 مسيرةً بعد صلاة الجمعة في مختلف المساجد الرئيسية في القاهرة الكبرى تحت اسم "جمعة الشهداء". من جهتها كثفت قوات الجيش والشرطة المصرية انتشارها في محيط ميدان رابعة في مدينة نصر وذلك استعدادًا لمظاهرات الإخوان، وتمركزت مدرعات الجيش في منتصف شارع الطيران باتجاه الحي السابع وبجوارهم الحواجز المعدنية المعززة بالأسلاك الشائكة ومدرعتي شرطة أمام مبنى التأمين الصحي بشارع الطيران, إضافة إلى نشر مدرعة عسكرية وأخرى شرطية في شارع الطيران من الاتجاه الآخر المؤدي إلى شارع صلاح سالم. من جهة أخرى عززت قوات الجيش المصري تواجدها في محيط قصر الاتحادية في مصر الجديدة ومقر وزارة الدفاع في العباسية تحسبًا للمظاهرات، وانتشرت المدرعات العسكرية في بداية شارع الميرغني وبجوارها الحواجز المعدنية المعززة بالأسلاك الشائكة ومدرعات أخرى أمام البوابة رقم (4) لقصر الاتحادية.