توقع سفير مصر فى واشنطن ياسر رضا، استئناف الحوار الاستراتيجى بين الولايات المتحدة ومصر، برئاسة وزيرى الخارجية قبل نهاية الخريف المقبل فى واشنطن، على أن يضم الحوار عددا من ممثلى الجهات التنفيذية المعنية فى البلدين.وأوضح السفير، فى لقاء له مع الوفد الصحفى المرافق لبعثة طرق الأبواب الأمريكية، اليوم، أن الحكومة المصرية حرصت على إطلاق هذا الحوار فى عام 2015، على الرغم من الخلافات التى شابت العلاقات مع الإدارة الامريكية السابقة، وتم الاتفاق على عقد جلسات الحوار مرة كل عامين بالتناوب بين واشنطن والقاهرة.وأضاف: «يجب استئناف الحوار فى أسرع وقت ممكن، للاستفادة من زخم زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للولايات المتحدة، والبناء على نتائجها الإيجابية»، لافتا إلى أن توقيت الزيارة كان هاما جدا، ويجب الاستفادة منه من خلال توضيح رؤية الإدارة المصرية قبل بدء إدارة واشنطن بلورة السياسات الخاصة بها، لا سيما بعد ما أصاب العلاقات المصرية بسبب الخلافات مع الإدارة السابقة.وأشار رضا إلى حرص الرئيس السيسى خلال زيارته على مخاطبة الإدارة الجديدة فقط، فالولايات المتحدة «دولة مؤسسات»، ومن ثم كان من الضرورى مخاطبة جميع أركان اتخاذ القرار بها، مثل الإدارة، والكونجرس، ورجال الأعمال، والمراكز البحثية، إضافة إلى الجالية المصرية.واستطرد: «السيسى نجح في توصيل رسالة مفادها وضع لبنة لعلاقات مصرية أمريكية استراتيجية، فكلا الطرفين فى مرحلة جديدة، بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو وبداية عصر دونالد ترامب، ما يتطلب بناء استراتيجية جديدة تصلح للمعطيات الحالية".وشدد السفير على أن مواجهة الإرهاب من أهم القضايا على مائدة المفاوضات المشتركة، حيث حرصت الإدارة المصرية على عرض رؤيتها الخاصة، وتأكيد أن الأمر لا يقتصر فقط على محاربة تنظيم داعش، لأننا بذلك لم نعالج جذور المشكلة، ويجب أن تكون هناك آلية اقتصادية وسياسية وإيديولوجية واجتماعية، إلى جانب الآلية الأمنية، لتوحيد الرسالة وتوحيد العدو.وأردف: «يجب أن نعمل بشفافية فى خندق واحد، فلا يجوز أن يدعى أحد أنه يحارب الإرهاب، ثم يغذيه من ناحية أخرى، فالشعوب لها الحق فى تحقيق أمنها وسلامها».وبحسب رضا، تعد القضية الفلسطينية رقم 1 بالنسبة لمصر، حيث كان لقاء أبو مازن مع ترامب أحد نتائج لقاء السيسى مع الرئيس الأمريكى، مشيرا إلى أن الإدارة المصرية طالبت بضرورة إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية دون الاعتداء على حقوق أحد، كما يأتى ملف سوريا والعراق وليبيا واليمن في المرتبة الثانية، فلا يمكن تحقيق الاستقرار أو محاربة الإرهاب بشكل كامل دون إيجاد مخرج لهذه الصراعات.واعتبر السفير أن مطالبة الرئيس الأمريكى بالدعوة لتجديد الخطاب الدينى، من أشجع الخطوات التى قام بها رئيس على مستوى العالم، وأن قيادة مصر هذه العملية مصدر قوة وثقل لها، كما أنها مدخل أساسى لمواجهة الإرهاب، الذي يقوم على الفكرة بالأساس.ورأى أن تخفيض المعونة الاقتصادية الأمريكية ليس له مدلول كبير، ولا يعكس موقفا سياسيا من مصر، وإن كان استمرار المساعدات وعدم تخفيضها له مدلول رمزى، إلا أننا لا نريد أن نظل دائما رهن هذه المساعدات، بحسب كلامه.وتابع: «تخفيض الرقم لا يزعجنى، لا سيما مع تحركات الإدارة الأمريكية فى مجالات أخرى مثل الاستثمار، فزيادة الاستثمارات يعود بفائدة أكبر من زيادة المعونة، لذا لا يجب النظر إلى التطور الرقمى وإنما مواقف إدارة ترامب تجاه مصر».وشدد السفير المصرى على وجود ارتباط وثيق بين السياسة والاقتصاد، فالمستثمرين الأمريكيين يقبلون على السياحة والاستثمار والتجارة مع الدول ذات العلاقة القوية بالإدارة الأمريكية، ويحجمون عن التوجه إلى الدول التى تختلف معها، مهما كانت الفرص، ومن ثم فان تحسين العلاقات السياسية بين القاهرة وواشنطن سيوثر إيجابا على زيادة الاستثمارات.