لا أدري، ما الذي تشعر به إدارة إحدى القنوات الفضائية، عندما تُطلق بين وقت وآخر برامجها المسماة ببرامج الواقع، وربط تلك البرامج عنوة بمفهوم الالتزام والتديّن، على اعتبار أن القناة منذ نشأتها، ومنذ إطلاق أول برامجها الجماهيرية، وهي تطرح ذاتها كقناة فضائية مهتمة بالشأن الديني، أو الخط الديني بشكل أدق؟. المشكلة ليست في برامج الواقع التي هي في أصلها مستقاة من الإعلام الغربي، إذ كان برنامج big brother العالمي الشهير، فاتحة مثل هذه النوعية من البرامج التي استنسخناها بشيء من الخصوصية العربية، ولكن المشكلة الحقيقية هي في الكيفية التي تُدار بها مثل هذه البرامج، وفي المضامين، وآلية المسابقات، وكذلك التوجه والخط العام لمثل هذه المسابقات الجماهيرية. كل تلك العناصر، تحتاج إلى إدارة برامج على مستوى عال من المهنية، والأهم من المهنية الوعي، وهي عناصر أظنها مفقودة في إدارة تلك القناة في وضعها الراهن. ليس عيبا أن تختطّ القناة في برامج الواقع التي تطرحها، خطّا دينيا، بل هو شيء جميل ومطلوب، غير أن العيب كل العيب في أن تفتح مساحة واسعة من أستوديوهاتها وأماكن التصوير لمجموعة من الشباب الذين لا يمثلون الصورة الحقيقية لفكرة الالتزام، وليس ببعيد ما حدث قبل أيام من مجموعة متسابقين ملؤوا الشاشة بعراك الأيدي والأرجل، أمام آلاف المشاهدين، في مقطع تداولته مواقع التواصل على مدار أيام، وهو المقطع الذي لا يمكن أن يكون إلا لدرباوية لا علاقة لهم بمفهوم الالتزام الديني الذي اتخذته القناة خطّا عاما لبرامجها.