أكد مسؤولون أميركيون أمس أن الرئيس دونالد ترامب سيزور الشرق الأوسط في غضون أسبوعين، في جولة يبدأها من المملكة العربية السعودية لتوجيه رسالة «تضامن مع المسلمين ورفض للتطرف». وأشاروا إلى أنه سيحضر قمة إسلامية في الرياض، قبل توجّهه إلى إسرائيل ومنها إلى الفاتيكان ثم بروكسيل وإيطاليا. ولم يحدّد المسؤولون مواعيد للجولة الأولى لترامب بعد تنصيبه، ولكن يُرجّح أن تبدأ في 20 الشهر الجاري من السعودية، على أن تشمل الفاتيكان حيث سيلتقي البابا فرنسيس في 24 الشهر، وبروكسيل حيث سيشارك في قمة الحلف الأطلسي في 25 الشهر، ويختتمها في إيطاليا بعد مشاركته في قمة مجموعة الدول السبع الكبرى في 26 و27 الشهر. وتطرّق ترامب إلى جولته قائلاً: «مهمتنا لا تكمن في أن نملي على آخرين كيف يعيشون، بل في بناء ائتلاف يضمّ أصدقاء وشركاء يتقاسمون هدف مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والفرص والاستقرار في الشرق الأوسط الذي مزّقته الحرب». وأشار إلى انه سيسعى في المنطقة إلى تعاون جديد لـ «محاربة التطرف والإرهاب والعنف». وأكد مسؤول أميركي بارز أن «محطات السعودية وإسرائيل وروما» هي لـ «جمع الأديان الثلاثة وتوجيه رسالة رفض للتطرف». وكشف أن التحضيرات لزيارة السعودية بدأت بعد فوز ترامب في الانتخابات في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ورأى أن كون المملكة أول محطة في جولته هدفه شجب ما قيل خلال الحملة الانتخابية، والانطباع بعدها أن ترامب «معاد للمسلمين». وأكد أن هناك نية مشتركة لـ «فتح صفحة جديدة» وإيجاد حلول بعيدة المدى ضد التطرف. وأشار المسؤول إلى أن ترامب سيجتمع في السعودية بقادة مسلمين ومن مجلس التعاون الخليجي، تعبيراً عن رسالة الرفض للتطرف. وأضاف أن جولة الرئيس الأميركي تستهدف التصدي لإيران وتنظيم «داعش»، لافتاً إلى أنه يريد أن يرى استقراراً على المدى البعيد في الشرق الأوسط، وفرصاً للشباب المسلم. وتابع أن ترامب «سيُظهر أن استراتيجية أميركا أولاً تتّسق تماماً مع زعامتها في العالم». وأشارت الإدارة الأميركية إلى ثلاثة أهداف استراتيجية للزيارة، هي التصدي لإيران ومواجهة داعش ومشاركة الأعباء. ومن السعودية سيتوجّه ترامب إلى إسرائيل، حيث سيزور القدس المحتلة، وقد يلقي خطاباً شرق أوسطياً من هناك. ولم يغلق المسؤول الأميركي الباب على احتمال عقد لقاء ثلاثي بين ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأفادت تقارير إسرائيلية بأن ترامب سيزور بيت لحم ويلتقي الرئيس الفلسطيني هناك. وأكد المسؤولون الأميركيون تطلع ترامب إلى استراتيجية بعيدة المدى مع الحلفاء في الشرق الأوسط، ضد الإرهاب والتطرف، وأن هناك «حماسة كبيرة للعمل مع ترامب»، لافتين إلى وجود «فرصة تاريخية» لتحسين الوضع الإقليمي والعلاقات مع واشنطن. وقال مسؤول أميركي إن هناك شعوراً إقليمياً بأن «أميركا كانت تنسحب من المنطقة، ونريد الآن تأكيد انخراطنا وعملنا مع شركائنا». وأكد أن المحادثات والزيارات التي أجراها ترامب مع قيادات شرق أوسطية تبعث على «التفاؤل والأمل»، متحدثاً عن «ثقة أكبر بين الجانبين» وترحيب بدور الإدارة الأميركية وأدائها، خصوصاً الضربة العسكرية التي استهدفت سورية. وأعلن البيت الأبيض أن تفاصيل الجولة ومواعيدها الزمنية ستُعلن هذا الأسبوع. وأكد مسؤول أميركي لـ «الحياة» أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف في ولاية ألاسكا في 10 و11 الشهر الجاري. وكانت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أعلنت أن الملف الأساسي المطروح على جدول أعمال محادثات الوزيرين هو «البحث عن قاعدة مشتركة لمناقشة المشكلات العالمية الكبرى ودفع مساعي التسوية فيها». وأضافت أن الطرفين ينطلقان من ضرورة إطلاق جهود لـ «تطبيق الاتفاقات التي توصّل إليها الرئيسان» دونالد ترامب وفلاديمير بوتين خلال مكالمتهما الهاتفية الثلثاء الماضي. ولم تستبعد زاخاروفا أن يبحث الوزيران ترتيبات عقد قمة روسية– أميركية محتملة على هامش اجتماع زعماء بلدان منطقة القطب الشمالي، المقررة في هلسنكي بعد شهرين. وكان لافروف أكد أمس أن «لا اتفاقات محددة حول عقد القمة خلال الشهرين المقبلين»، مستدركاً أن «هلسنكي مكان مناسب لعقدها إذا اقترح الجانب الأميركي ذلك».