ما أجمل الأحلام حين تكبر مساحاتها وتتسع آمالها وتتجاوز الشخصي إلى الجمعي. ومع قلة أحلامي غير الكابوسية، فقد آثرت أن أشارك القارئ العزيز في تفاصيل هذا الحلم الذي أزعم أنه جميل ورائع وكبير. في الحلم رأيت فيما يرى الرائي أن مدينة جدة قد أصابها حظٌّ عظيم، وأن أهلها نالهم شيءٌ كبير، وأهلها يستحقون، وهُم في بؤرة الاهتمام دائمًا واقعون. حلمت يا سادة بأن مجموعة كبيرة من المشروعات قد انتصبت على مساحة كبيرة من أرض المطار القديم. رأيت فيها مجمعًا للمدارس النموذجية ذات مبان عملية تصاميمها شرقية خالصة، ومرافقها مكتملة جاهزة، وإدارتها حديثة متطورة. ورأيت مبنى لمستشفى جديد يشع رونقًا وبهاءً، يزوره في اليوم ألوف المرضى والمراجعين، حوله حديقة غناء، وفي جواره مبنى لمواقف السيارات فلا عشوائية ولا ازدحام، ولا فوضى أو ارتباك. وفي أرض الأحلام هذه مبان لمعظم الإدارات والمصالح الحكومية التي تخدم المراجع مواطنًا ومقيمًا بصورة حضارية رائعة، وكأنما هي من ثمرات القرن الثاني والعشرين! وأما الحديقة الكبرى فحدّث ولا حرج.. مساحة هائلة تباهي أجمل الحدائق حول العالم.. خضرة وماء ونظافة وصيانة ورقي وحضارة. لا أذكر الاسم الذي على لوحتها المضاءة: أهي حديقة الملك المؤسس؟ أم الملك الراهن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله. رأيت الناس فيها سعداء يستمتع كبيرهم بلحظات هدوء واسترخاء، ويمارس صغيرهم الجري واللعب، في حين يتحاور شبابهم.. يضحكون ويتندرون ويتناقشون! وفي المساحة الحلم رأيت ملاعب مفتوحة عامة صُممت للعب كرة القدم يتدرب فيها الصغار والكبار، فما أجمله من متنفس طال انتظاره، يشغل الشباب عن التوافه المضرة والأفكار المضلة. ويحيط بكل ملعب مضمار يمشي حوله من أحب المشي، ويجري من كانت هوايته الجري. وفي الأرض أقيمت خدمات فندقية متوسطة وأخرى راقية، وسوق متكاملة ومحطات نفط زاهية. وأما الشوارع فلا أروع، والأرصفة فلا أجمل، والتنظيم فلا أفضل، فسبحان من زيّن الأحلام وجعل منها فرحة للأنام. وأما الموقع بالتمام فعلمه عند أصحاب الاختصاص والاهتمام، أكثر الله من أمثالهم ورفع أقدارهم، وساعدهم على فعل الخير ليكون إلى الجنة زادهم. salem_sahab@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (2) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain