الجزائر - وكالات - أدلى الجزائريون، أمس، بأصواتهم في الانتخابات التشريعية التي دعي إليها 23 مليون ناخب لاختيار 462 نائبا في المجلس الشعبي الوطني من المرجح أن يكون معظم أعضائه من حزب «جبهة التحرير الوطني» الحاكم وحلفائه.وبدت شوارع الجزائر العاصمة مقفرة في الصباح، الا من سيارات رسمية وبعض المارة، بعد أن أعلن، امس، عطلة مدفوعة الأجر.وقالت رئيس مركز اقتراع في وسط الجزائر: «اقترع ستة أشخاص في المركز، من أصل 262 مسجلين، بعد ساعة من بدء عملية التصويت».وجرت الانتخابات في ظل حراسة أمنية مشددة، إذ انتشر 45 ألف شرطي في المدن، و87 ألف عنصر من الدرك الوطني في المناطق الريفية لتأمين اكثر من 53 ألف مركز اقتراع.وأدلى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بصوته، وهو على كرسي متحرك، يتنقل بواسطته منذ إصابته بجلطة دماغية في 2013، حسب ما أفاد مصور وكالة فرنس برس.وصوت بوتفليقة بمكتب الاقتراع في مدرسة البشير الابراهيمي في حي الابيار وسط العاصمة الجزائرية، وكان برفقة شقيقيه السعيد الذي يشغل أيضا منصب مستشاره، وعبدالرحيم، الموظف السامي في وزارة التكوين المهني.وبدأ نحو مليون جزائري في الخارج بينهم 763 ألفا في فرنسا وحدها، بالإدلاء بأصواتهم السبت والاحد الماضيين، وواصلوا، امس، الاقتراع لاختيار ثمانية نواب يمثلونهم.ولم تلق الحملة الانتخابية التي دامت ثلاثة اسابيع حماسا بين الناخبين، ما عدا التجمعات التي نشطها رؤساء الاحزاب الكبيرة.وتشهد الجزائر أزمة اقتصادية كبيرة بعد ان شحت مواردها المالية بسبب انهيار اسعار النفط. وبسبب عدم تعويل الناس على أي تغيير نتيجة الانتخابات، يتوقع الا تسجل نسبة مشاركة كبيرة.وسجلت انتخابات 2012 نسبة مشاركة بلغت 43,14 في المئة، بينما لم تتعد في 2007، 35,65 في المئة. ويعتبر البعض ان هذه الارقام مضخمة.ونظّمت الحكومة حملة واسعة للدعوة الى التصويت، وطلبت من الائمة في المساجد حضّ المصلين على المشاركة الكثيفة.وكتبت صحيفة «المجاهد» الحكومية عنوانا كبيرا «ليصوت الجميع من أجل الجزائر». واعتبرت ان الانتخابات «تتويج لمسار بناء الوحدة والسيادة الوطنيتين».ويبدو حزب «جبهة التحرير الوطني» الذي يرأسه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في طريقه للمحافظة على الاكثرية مع حليفه في الحكومة «التجمع الوطني الديموقراطي»، حزب مدير ديوان الرئاسة ورئيس الوزراء السابق أحمد اويحيى.ويشارك الإسلاميون في الانتخابات بتحالفين يضم أحدهما ثلاثة أحزاب هي «العدالة والبناء والنهضة»، ويضم الآخر حزبين هما حركة «مجتمع السلم» و«جبهة التغيير».ويأمل الإسلاميون أن يحققوا نتيجة أفضل من انتخابات 2012 عندما كانوا يأملون السير على خطى الاحزاب الإسلامية التي اكتسحت البرلمان في حينه في الدولتين المجاورتين تونس والمغرب.وقد تأتي المفاجأة من الوافد الجديد على الانتخابات، حزب «تجمع أمل الجزائر» (تاج) برئاسة الوزير السابق عمار غول المنشق من حركة «السلم» وأحد اكبر المدافعين عن بوتفليقة.