النسخة: الورقية - سعودي برزت ملامح التنمية التي تحققت خلال الأعوام الثمانية الماضية من خلال مشاريع البناء في أرجاء الوطن في كل القطاعات، إذ أقيمت الجامعات والمدن الاقتصادية والمراكز الطبية في كل منطقة، ولقد تحوَّلت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين إلى ورشة عمل ضخمة. ومنذ البيعة إلى اليوم تصدر قرارات تصب في مصلحة المواطن والوطن، وما صدر أخيراً من قرارات هذا العام ما هو إلا تأكيد لهذا النهج، وتأكيد لحماية الثوابت الإسلامية، وترجمة طموح الملك لرفاهية وأمن المواطن واستقراره، وإيجاد حل جذري لقضية الإسكان في المملكة، وتوفير المسكن الملائم الذي يحقق العيش الكريم لكل أبناء الوطن الغالي، فأنشأ وزارة للإسكان، ودعم صناديق التنمية العقارية ببلايين الريالات، وأمر باعتماد 250 بليوناً لبناء 500 ألف وحدة سكنية في مختلف مناطق المملكة، فقد كان خادم الحرمين الشريفين قريباً جداً إلى شعبه وإلى الناس، يتابع أحوالهم فزاد مخصصات الضمان الاجتماعي، وأسقط بعض قروض الصندوق العقاري عن المتوفين وبعض أقساط بنك التسليف عن المواطنين، وزاد الرواتب في الجهات الحكومية وفي القطاع الخاص، وأدار عجلة الصندوق العقاري بالبلايين ليؤمِّن للمواطنين سكنهم، ومن الإنجازات المهمة والإصلاحات الكبيرة التي تمت في عهده الميمون الانتخابات البلدية وإنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان وإشراك المرأة في مجلس الشورى وغيرها من الإصلاحات. فقد أعطى - حفظه الله - جل وقته وصحته لخدمة هذا الوطن، إذ ارتفع عدد الجامعات من 7 جامعات إلى أكثر من 34 جامعة و18 مدينة جامعية متكاملة للخدمات والمرافق، يدرس بها حوالى مليون طالب وطالبة، وافتتحت الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات، حيث تعيش المملكة حالياً نهضة تعليمية ومعرفية شاملة، وآخر هذه المنجزات تدشينه جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن كأكبر جامعة نسائية على مستوى العالم سبقتها إقامة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لتشكل لبنة جديدة تضاف إلى الجامعات السعودية الأخرى. وفي مجال الحوار العالمي الذي قاده الملك ورعى دعوته لأتباع الديانات والثقافات الأخرى، إذ كان الجو ملبداً بسحب الفتنة والعداء والإرهاب في العالم جاء صوت الحكمة والإنسانية لتخترق كل الأجواء المتحاربة، صوت الملك منادياً وداعياً إلى السلم والسلام والتعايش بين شعوب الأرض باختلاف أربابهم وألوانهم وثقافاتهم. نعم، جاء صوت خادم الحرمين الشريفين إلى تعميق المعرفة بالآخر وتأسيس علاقات على قاعدة الاحترام المتبادل والتنوع الثقافي لمصلحة الشعوب قاطبة وتأصيل هذا المفهوم الحواري الإسلامي مع أتباع الأديان، إذ دعي في شهر جمادى الأولى 1429هـ لافتتاح المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار في (البيت الكبير للعالم)، واجتمع كل رؤساء العالم وكل قادة الفكر والرأي وكل أصحاب الديانات والثقافات بالأمم المتحدة بمسمى «حوار أتباع الأديان والثقافات» في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008، وكان المؤتمر ناجحاً بكل المقاييس. وكان خادم الحرمين الشريفين الفارس فيه تلقى التهنئة بانعقاد هذا المؤتمر من كل الحاضرين، وتفضل بإلقاء كلمته التاريخية التي صفق لها كل قادة العالم، وختمها بقوله: (أذكِّركم ونفسي بما جاء في القرآن الكريم: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). إنه عهد الرفاه والخير للوطن والمواطن. إن إنجازات خادم الحرمين الشريفين واضحة على جميع الأصعدة، كما أن تبنِّيه نشر ثقافة الحوار في مجتمعنا أولاً ثم بين الحضارات ثانياً دليل على بُعد نظره، فقد أصبح القائد الأكثر صدقية وشعبية ليس على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي فحسب بل على مستوى العالم أجمع. إننا في هذه البلاد نحصد ما بذره فقد انعكست جهوده على رفاهية وراحة شعبها أولاً، ثم امتدت إلى العالم من حولنا. هيهات أن تُحصى منجزات ومواقف هذا القائد الفذ. nbengabi@sp.com.sa