تستيقط من النوم لتشاهد مباراة فريقك المفضل وربما متابعة بعض اللقاءات الأخرى التي تضم العديد من النجوم المتواجدين في العديد من الأندية وليسوا حكرا على ناد بعينه. لكن الآن تغير كل ذلك وعقب إعلان فرانشيسكو توتي أسطورة روما اعتزاله أصبح أيقونات مواليد التسعينيات المتواجدين في الملاعب قليلين للغاية ربما لا يتبقى سوى جيانلويجي بوفون قائد يوفنتوس. نعم كرة القدم بالنسبة لمواليد التسعينيات تغيرت كليا الآن. اعتزال اللاعبين توتي وجابريال باتيستوتا ورونالدو وروبرتو كارلوس وديل بييرو ورونالدينيو وديفيد بيكام وتييري هنري وروبرتو باجيو وبول سكولز وأندريا شيفشينكو وبافل نيدفيد وباولو مالديني ومايكل بالاك كلهم اعتزلوا. كل النجوم الذين كنا نرتدي قمصانهم حينما كنا صغارا أصبحوا الآن لاعبين سابقين ومنهم من أصبح بالفعل مدربا مثل زيدان مع ريال مدريد. حتى النجوم الذين كنا نتابعهم بشغف مثل بيرلو ودروجبا وديفيد بيا أصبح من الصعب رؤيتهم في ظل احترافهم في الدوري الأمريكي. حل مكان هؤلاء اللاعبون الآن من هم أصغر سنا بكثير ربما أصبح مواليد التسعينيات أكبر منهم مثل كيليان مبابي لاعب موناكو صاحب الـ18 عاما. طريقة اللعب قبل سنوات ليست ببعيدة كانت الكثير من الفرق تعتمد في طريقة لعبها بشكل أساسي على تواجد مهاجمين صريحين في التشكيل. تغير ذلك الأمر كليا الآن فأصبحت الكثير من الفرق تعتمد على مهاجم وحيد وربما مهاجم وهمي. أسلوب اللعب الهجومي الذي كانت تتحلى به كل الفرق في الماضي اختفى تدريجيا وحل مكانه نظيره الدفاعي المتحفظ وانتظار أن يبادر الخصم بالهجوم والاعتماد على المرتدات فقط. الكرة الذهبية كان من الصعب للغاية على أي لاعب في الماضي أن يتوج بالكرة الذهبية لمرة فما بالك بمرتين أو بثلاثة؟ كل ذلك اختفى فمنذ ظهور ميسي ورونالدو والأمر أصبح محصورا بينهما فالأرجنتيني حصد الجائزة أربع مرات على التوالي قبل أن يحصل عليها البرتغالي مرتين متتاليتين. وأصبح من الصعب للغاية أن يستطيع أي لاعب الآن أن يتفوق على الثنائي ويخطف منهما الجائزة منذ آخر لاعب توج بها في وجودهما عام 2007 وهو كاكا. فلك أن تتخيل أنه في الماضي في وجود رونالدو وهنري وزيدان ونيدفيد لم يستطع أي منهما الحصول عليها مرتين متتاليتين. حتى أن لاعب بحجم هنري لم يحصل عليها ولا مرة. سقوط كبار أوروبا إيطاليا كانت هي جنة كرة القدم في التسعينيات بوجود يوفنتوس وروما ولاتسيو وميلان وإنتر ميلان وفيورنتينا، الآن البيانكونيري أصبح هو المسيطر وحده عليها. إنجلترا كان التنافس فيها بين مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول، الآن أصبح تشيلسي ومانشستر سيتي هما القوة الأكبر في إنجلترا خلال الفترة الأخيرة. هذا في الوقت الذي يعاني فيه الكبار من السقوط والابتعاد عن الألقاب الكبرى منذ سنوات مثل ليفربول وأرسنال وميلان وإنتر وأياكس ومارسيليا. بل حتى تلك الأندية منها من يعاني في التأهل من الأصل لدوري أبطال أوروبا مثل يونايتد وميلان وإنتر. المنتخبات القوية كأس العالم كان يشهد تنافسا قويا بين عدة منتخبات ففي المونديال الذي أقيم عام 1998 كان هناك البرازيل وفرنسا والأرجنتين وإنجلترا وألمانيا وكرواتيا وهولندا وإيطاليا. لكن حاليا أصبح يظهر كل فترة منتخب يسيطر على البطولات والألقاب قبل أن يختفي ويظهر آخر مكانه. كانت مباريات المنتخبات أقوى بكثير من الوقت الحالي والتنافس فيها أكبر، لكن حاليا المباريات الدولية أصبحت تصيب المتابعين بالملل فالاهتمام بالأندية أصبح أكبر. الأموال تتحدث كان من الصعب في الماضي أن يُكسر الرقم القياسي لأغلى صفقة في العالم كثيرا لكن الآن ربما يحدث ذلك الأمر سنويا. العديد من الأندية أصبحت لا تستطيع المنافسة بسبب انخفاض مواردها وقدرتها الشرائية والكثير من الفرق أصبحت مفرغة للاعبين فقط سنويا. ما جعل المنافسة في النهاية تنحصر بين عدة أندية بعينها واختفاء آخرين كانوا يصنعون الفارق في وجودهم حتى حال عدم تتويجهم بالبطولات كثيرا. هل تتذكرون ليدز يونايتد وجيل فيرديناند وآلان سميث؟ مواقع التواصل في الماضي كان حب الجمهور للاعبين يكون بسبب أدائه في الملعب أو مهاراته أو انتمائه الكبير للفريق، لكن الآن ربما أصبح بسبب منشور أي منهم عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي. الأراء ووجهات النظر المتعلقة بالكرة بدأت في الاختفاء تدريجيا وحل محلها السخرية وصفحات الكوميكس. اللاعبون أنفسهم بدأوا يهتمون بأراء الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من أي شيء آخر وبالتأكيد يؤثر ذلك على أدائهم في الملعب. إلى مواليد التسعينيات أهلا بكم في كرة القدم الحديثة غير التي كنتم تعرفونها سابقا.