قال عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، إن تأسيس حياة الإنسانية الجماعية ينبغي أن يقوم على مبادئ عليا مشتركة تتلاقى حولها التقاليد الدينية والروحية للإنسانية جمعاء، وتنتصر لقيم التواصل والتفاهم والوسطية.ودعا لحجمري في يوم دراسي نظمته أكاديمية المملكة المغربية، أمس بالرباط، تحت شعار «مؤمنون ومواطنون في عالم متغير»، إلى تجاوز «التأويل والتوظيف المريب للموروثات والتقاليد الدينية واستعمالها في إشاعة العنف والتفرقة بين البشر»، مسجلا أن العالم المعاصر «يواجه كثيرا من المخاطر والتحديات ذات الآثار السلبية».واعتبر أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، أن تناول هذه الصيغة من الحوار يخوض في طبيعة العلاقة بين الإيمان والمواطنة، معتبرا أن هذا الطرح يمثل «مقوما من مقومات التقدير الإيجابي لمناحي الاختلاف بسبب الثقافة أو الاعتقاد أو الأصل».وأعرب لحجمري عن أسفه لاستغلال التيارات والجماعات المتطرفة للموروث الديني في شرعنة الإرهاب والقتل، وقال إنه «من المؤسف أن يقع استغلال الموروث الديني في تكريس هذا المنحى، بل في إضفاء الشرعية على عنف يتجاوز الإنسان والمجتمع والحضارة، ليشمل تدمير البيئة والمحيط الحيوي للعيش المشترك وللقيم النبيلة».من جهته، قال الكاردينال لويس توران، رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان، الذي ترأس وفدا من المسيحيين في اليوم الدراسي، إن «علينا أن نوحد مجهوداتنا لكي يكون الإنسان في قلب مشاريع المجتمع ويكون للمؤمنين مكان داخله»، مشددا على أن «الحوار يجب أن يدعو إلى مواطنة متوازنة، والمطلوب أن نمد جسور المعرفة بدل الترويج لخطاب العنف والإقصاء».وأضاف الكاردينال توران أن «حرية التدين مسألة جوهرية»، معتبرا أن المجال الديني «يعطي للإنسان أملا في الحياة ويمنح للمجتمع أملا في العيش وفهم البعد الديني في الثقافة». وشدد رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان على ضرورة التعاون والعمل من أجل تعزيز «الاندماج والتوافق»، مؤكدا أن الجميع مطالب بالمساهمة في «ترسيخ العدالة وعدم إقصاء الدين من الحياة العامة»، معتبرا أن «إقصاء الدين من المجال العام يعني الإغراق في التطرف الديني»، وذلك في تحذير واضح من رجل الدين المسيحي من خطورة إبعاد الدين من الفعل في الحياة العامة.