أرجأت وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دي ليين، اليوم الثلاثاء، زيارة كانت مقررة إلى الولايات المتحدة يومي الأربعاء والخميس، لمتابعة فضيحة قيام ضابط في الجيش بالإعداد لارتكاب اعتداء ضد المهاجرين عبر تقديم نفسه كلاجئ سوري. وبدلاً من هذه الزيارة، ستتوجه الوزيرة المعروفة بقربها من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى القاعدة العسكرية الفرنسية الألمانية في ايلكيرش قرب ستراسبورج في شرق فرنسا، حيث كان يعمل هذا العسكري البالغ الثامنة والعشرين من العمر. من جهتها أعلنت النيابة العامة الألمانية الثلاثاء أنها تسلمت ملف هذه القضية التي دفعت إلى توجيه انتقادات شديدة إلى وزيرة الدفاع بعد تعليقات لها اعتبرت لاذعة بحق الجيش الألماني. وتكلمت الوزيرة عن "ضعف في قيادة الجيش"، خصوصاً بعد أن أشارت وسائل الإعلام الألمانية إلى أن الضابط المعني بالقضية سبق وأن عبّر عن مواقف يمينية متطرفة خلال دراسة جامعية عام 2014 من دون أن تتخذ بحقه إجراءات. كما تستقبل وزيرة الدفاع الخميس في برلين نحو 100 من كبار ضباط الجيش الألماني لمناقشة القضية واستخلاص العبر منها. وكان هذا الضابط الذي لم تكشف هويته قدم نفسه على أنه لاجئ سوري، واتهم بالإعداد لارتكاب اعتداء بسلاح ناري مع شخص آخر. ويبدو أنه كان يعيش شخصيتين واحدة كضابط وأخرى كلاجئ سوري. وتطرقت وسائل الإعلام إلى معلومات تفيد بأنه كان يعد لارتكاب اعتداء ضد اللاجئين على أن توجه أصابع الاتهام بشأنه إلى مهاجرين آخرين. كما نقلت صحيفة بيلد قبل أيام أنه عثر معه على "لائحة" تضم أشخاصاً كان يعتزم اغتيالهم بينهم ناشطون من اليسار. وتمكن من أن يقدم نفسه على أنه طالب لجوء سوري، وحصل في نوفمبر 2016 بعد إجراء مقابلة معه، على صفة لاجئ من المكتب الألماني للهجرات الذي يفترض أن يجري تدقيقاً قبل البت بأمور من هذا النوع. وبعد حصوله على صفة لاجئ بدأ يتقاضى مساعدة اجتماعية قيمتها 400 يورو شهرياً، كما تم توفير سكن له. وكان يحصل في الوقت نفسه على راتبه كضابط والبالغ 3200 يورو شهرياً. والمقلق كثيراً حسب وسائل الإعلام الألمانية، أن الضابط تمكن من خداع الإدارة المكلفة بشؤون اللاجئين عندما تقدم مطلع العام 2016 بطلب لجوء على أساس أنه سوري يدعى ديفيد بنيامين، وهو اسم من الصعب أن يكون لشخص سوري أو عربي. وقدم نفسه على أنه سوري مسيحي من أصل فرنسي، وتكلم مع مكتب الهجرات باللغة الفرنسية التي يتقنها بحكم عمله في القاعدة الفرنسية الألمانية في ستراسبورج، ولم يدقق أبداً هذا المكتب معه لمعرفة ما إذا كان يتكلم العربية. ك.ف;