×
محافظة مكة المكرمة

طلاب يُنتجون فيلماً قصيراً لرفع معنويات ذوي الاحتياجات الخاصة

صورة الخبر

لأن الفيروسات التي تكتسب قوى ليست لها تصبح شديدة القدرة على الانتشار أيضاً، يجمع العلماء على وصف الاختبارات التي تعطيها تلك القوى بأنها «تجارب مزدوجة الاستخدام» Dual Function Research Concern، واختصاراً «ديوراك» DURAC. هل كان للكلمات السابقة رنين مألوف في الآذان؟ صحيح. أنها تشبه النقاش عن تجارب المبيدات الحشرية والأسمدة الأوزوتية التي تتصّل أيضاً بصنع أسلحة كيماوية كغازات الخردل والأعصاب والكلور. وكذلك الحال بالنسبة إلى التجارب على الذرّات التي صنعت الأجهزة والأدوات والشبكات التي ترسم صورة المجتمعات المعاصرة كلها منذ مطلع القرن العشرين وحتى الآن. وفي المقابل، أعطت تلك التجارب ونظرياتها، الأسلحة الذريّة والنوويّة التي تهدد بفناء الكوكب بأكمله. هناك صعوبة في أن تقدر «المعاهدة الدولية عن الأسلحة البيولوجية» على ضبط مسألة الفيروسات المركّبة اصطناعيّاً. تتعدّد أسباب تلك الصعوبة. وتبدأ في الوهن الذي يعتري المنظّمات الدوليّة كافة، ولا تنتهي عند الصعوبات العملانية في ضبط فيروسات لا يعرف أحد متى تظهر وكيف وعلى أي هيئة تكون. مثلاً، تتضمن «المعاهدة الدولية عن الأسلحة البيولوجية» قوائم عن فيروسات وميكروبات محدّدة، تعتبر مصدر خطورة، على غرار الأنثراكس والبوتكس والبوتولونيوم وغيرها. يسهل نسبيّاً التعامل مع هذه الأشياء لأنها معروفة سلفاً. لنأخذ المثال التالي: هناك ميكروب يعيش طبيعياً في جسم الإنسان، بل أنه يعيش في أجسام مجموعة كبيرة من الحيوانات اللبونة. ماذا لو اشتغل عالِم على ذلك الميكروب وأعطاه القدرة على التسبب بأذية واسعة للجهاز الهضمي، وتالياً الجسم كله؟ لا يظهر هذا الميكروب على قوائم ما هو محظور، بل بالعكس إنه ميكروب يتعايش طبيعياً مع الجسم، بل يعمل بصورة مفيدة له. وفي غير مؤتمر علمي، تكرّرت إعلانات العلماء عن إجرائهم تجارب على تحويل فيروسات محدودة الضرر نسبيّاً، على غرار «إنفلونزا الطيور» و «فيروس الخنازير»، إلى فيروسات عالية الخطورة. كيف يمكن صوغ معاهدة عن هذه الفيروسات التي تقذف بها الطبيعة بصورة عشوائية، ثم يعمل عليها العلماء بطرق غير تقليدية ولا متوقّعة؟ والأرجح أن علوم «البيولوجيا المركّبة اصطناعيّاً» Synthetic Biology، تعطي صورة أكثر تعقيداً. فبفضل التقدّم في تفكيك الشيفرات الجينية للكائنات الحيّة، صار من المستطاع استخدام الكومبيوتر في صنع تراكيب لفيروسات اصطناعيّة كليّاً، بمعنى أنها غير موجودة في الطبيعة أصلاً. ليس الأمر خيالاً، بل أنه ثورة علميّة جارية وتتطوّر باستمرار. وشهد العام 2010، صنع فيروس أول مركّب اصطناعيّاً، بفضل التآزر بين علوم الكومبيوتر والجينوم، هو «فاي إكس 174» phi X174. وأصبحت قائمة الفيروسات والبكتيريا المركّبة اصطناعيّاً، تضم مئات العناصر الحيّة، بل أنها تتكاثر بسرعة فائقة. كيف يمكن صوغ معاهدة تقيّد ما لم يظهر، ما لا وجود له إلا في الأدمغة وغياهب الكومبيوتر؟ الكومبيوتر