التطوع من أجل الوطن وحب الناس هاجس يشغل تفكير زينب حسن أو كما تعرف بـ«أم سعيد» في مدينة حتا وأوساط المتطوعين، فلا يكاد يمر أسبوع دون أن تشارك في أعمال الخير والتطوع الذي تتخطى به حدود مدينتها، فاشتهرت بإخلاصها وحب الناس لها، وباتت الجهات والمنظمون للفعاليات التطوعية يطلبونها لتنضم لهم نتيجة لإخلاصها وعطائها الذي لا تبحث فيه عن مقابل سوى خدمة وطنها ومحبة الناس، «أم سعيد» تمتلك في رصيدها أكثر من 5000 ساعة عمل تطوعي. بدأت «أم سعيد» مسيرة التطوع منذ عشر سنوات، فبعد أن وجدت نفسها أكملت دورها الأسري بالإحسان لتربية أبنائها والقيام بدورها المنزلي على أكمل وجه، وأنه بإمكانها تقديم شيء للمجتمع دون أن يؤثر على حياتها الزوجية وواجباتها، حيث كانت البداية بانضمامها لجمعية حتا للثقافة والفنون والتراث، وشاركت في الفعاليات الوطنية والمناسبات التي كانت تنظمها الجمعية بين الحين والآخر لتصقل خبراتها في التطوع وتغذي أفكارها بآلية العمل التطوعي الذي وجدت فيه نفسها. بعد مرور سنوات شعرت أم سعيد بأنها تمتلك مخزونا معرفيا عن العمل التطوعي، ولديها طاقة لتقديم المزيد، فلم تستطع الانتظار لفعاليات الجمعية التي كانت تنظم على فترات متباعدة، ففكرت في التواصل مع المؤسسات خارج مدينتها، لتشارك معهم التنظيم والعطاء دون اكثراث للمسافات التي تقطعها. لم تكتف «أم سعيد» بالمشاركة في الفعاليات، فبعد الخبرة التي حصدتها من مشاركتها طيلة السنوات الماضية وجدت نفسها بأنها قادرة على تنظيم فعاليات ومبادرات تطوعية بنفسها، فكان لمدينة حتا النصيب الأكبر من هذه الفعاليات التي بدأت تنظمها بين الحين والآخر، وأصبحت الجهات وأفراد المجتمع يشاركون بأعداد غفيرة في الفعاليات. تطمح أم سعيد لأن تكون من الرياديات في هذا المجال، ونظيراً لجهودها كرمتها جهات عديدة على عطائها وتفانيها، وتضم خزانتها أكثر من 90 شهادة تقدير و17 درعاً منحتها لها مؤسسات حكومية وخاصة، وتحرص بعد التطوع على أن تساند الخطة التنموية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، من خلال استقبال السياح الذين يزورون المدينة لتعرفهم على تراث المنطقة.