لماذا نستبعد أن يكون هذا الفيروس المنتشر، هو من قبيل الحرب البيولوجية؟! فقد كثر المتربصون بالمملكة والحاسدون لها، لِمَا تنعم به من خيرات منحها إياها المولى عزَّ وجل، ولِمَا تتمتع به من مكانة في قلوب المسلمين في العالم أجمع. لقد عجزوا عن إفساد العلاقة بين المواطن والحاكم، وفشلت كل مخططاتهم في ذلك، بل إن تلاحم الشعب والحكومة يزداد يومًا بعد يوم، فلم يجد الأعداء بُدًّا من استخدام هذه الحرب الخفيَّة القذرة. والمؤشرات على ذلك بيِّنة واضحة، ألم يدر بخلدنا هذا السؤال: لماذا انتشر هذا المرض في المستشفيات أولاً، وكثيرٌ من المصابين به هم من القطاع الصحي؟! أليس من أجل تكثيف الذُّعر في النفوس، فإذا كان القطاع الصحي مرتبكًا، وأفراده يصابون قبل غيرهم، ما يضطرهم لإغلاق المشافي التي ينتشر فيها المرض، ويشعل نار الخصومة بين الأطباء وبين وزارتهم من جهة، وبين المواطن الخائف الفزع من جهة أخرى، والهدف أيضًا إشغال الوزارة بهذه الاضطرابات عن اتخاذ التدابير اللازمة، والعمل الجاد لوضع حلولٍ سريعة، فيتضاعف انتشار المرض في ظل هذا الارتباك المجتمعي، وضبابية رؤيته التي تغذيها نفسية مواطن تَعِبة مُرهقة، وقلب مذعور خائف. ومن خلال هذا الوضع المضطرب وُلِد هذا المقال، الذي يهدف إلى ضرورة الوعي بمجريات الأمور، فالحروب تجاوزت الدبابة والقنبلة، لتنقلنا إلى وجهٍ بشعٍ من السلوك الإنساني الحقير. ولعلنا إذا وعينا ذلك تتغير نظرتنا للأمور ونستطيع أن نضعها في نصابها، ونكف عن تبادل الاتهامات، ونسعى إلى إيجاد الحلول على الصعيد الفردي والجمعي. والمقال ليس دفاعًا عن وزارة الصحة والمسؤولين فيها، وهو لا يعفيهم من المسؤولية واتخاذ التدابير اللازمة على وجه السرعة. لكن إذا ما علمنا حقيقة الأمر، فإنَّ كل فردٍ منَّا يجب أن يكون شريكًا في وضع الحلول، فالحل ليس طبيًّا فقط، بل هناك حلول إيمانية يجب أن نرسخها في النفوس؛ لنثبت لكل عدوٍ حاقد أنَّنا أمَّة تؤمن إيمانًا كاملاً بقوله تعالى: (قُل لَّن يُصِيبَنَا إلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا)، وبقوله عزَّ وجل: (لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ)، وقوله: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ).. فالحياة والأعمار بيد الله، ثم إنَّ لدينا أذكارًا وأدعية لو لزمناها لَزَال الرُّعب من النفوس. أين نحن من دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم: (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحًا ومساءً، إلى غير ذلك من الأدعية النبوية الشريفة؟! فإذا عمَّقنا هذا المعنى في نفوس المجتمع صغيره وكبيره، نسائه ورجاله، فإن ذلك العدو اللئيم سيخسأ، وقد ضربنا لذلك مثلاً وقت انتشار أنفلونزا الطيور والخنازير، حيث سارت حياة الناس وَفق طبيعتها، وقَدِم الكثير من المعتمرين والحجاج إلى الحج والعمرة، ولعل هذا ما دفع العدو إلى تطوير الأمر فجاء بفيروس ليس له لقاح حاضر أو معروف، على خلاف ما كان عليه الوضع مع الأنفلونزا السابقة، حيث استُنزفت الجيوب من أجل إرغام الدُّول على شراء تلك اللقاحات. d.najah-1375@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (49) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain