* عندما يكتب الكاتب -أي كاتب- عن موضوع إصلاحي يعود نفعه على الوطن والمواطن بالخير والفائدة.. فإنه يكتب ذلك بدافع الإخلاص والوطنية التي يستشعرها كواجب وطني.. وهو في هذه الحالة لا يملك تحقيق ما تعرض له من موضوعات إصلاحية؛ لأن مردّها للجهة المسؤولة عنها.. والكاتب ما هو إلاّ عبارة عن كشّاف ينير للمسؤول -أي مسؤول- نقاط الضعف في مسار منشأته، ويبصّره بها لعلاجها؟ أقول هذا ردًّا على اعتقاد كثير من الناس أن الكاتب يملك القدرة على معالجة الموضوعات التي يتطرّق لها في كتاباته.. مؤكدًا أن الأمر في ذلك يعود للمسؤول دون سواه، وهي حقيقة يجب أن يعيها مَن يجهلها؟ كان هذا مدخلاً لما أنا بصدد الحديث عنه في هذه المقالة. * طلب إليَّ بعض الإخوان الفضلاء في العرضية الجنوبية ممّن أقدّرهم وأحترم آراءهم ومصداقيتهم وحبّهم للمصلحة العامة التي ننشدها جميعًا.. طلبوا مني أن أكرر الكتابة لمصلحة الطرق، أذكّرها فيها بتحقيق رغبة الأهالي في الحجاز وتهامة شمول (عقبة شعف بلقرن) النازلة من الشعف إلى مدينة ثريبان بالعرضية الجنوبية بالتوسعة، والسفلتة، والتخطيط.. فقد فتحت في فترة سابقة بجهود ذاتية من الأهالي.. بطريقة تفتقر إلى إعادة تخطيطها الفني (سعة وسفلتة)؛ لأن النزول والطلوع منها بحالتها الحاضرة يشكّل خطورة وخاصة عند هطول الأمطار، وانحدار السيول من الشعاب، وتوقف السير في عدة جهات منها لضيقها وسوء تخطيطها. * وقد سبق أن كتبت عن هذه العقبة أكثر من موضوع، مطالبًا بشمولها بما تستحقه من إصلاح يؤهلها لتكون معبرًا آمنًا للنازل والطالع؛ لأنها بوضعها الحالي غير مؤهلة لذلك.. ومع ذلك، ورغم شمول العديد من العقاب بالإصلاحات الشاملة لم تحظ هذه العقبة بتحقيق طلبها حتى الآن. * ونزولاً عند رغبة الإخوة في الحجاز وتهامة، فإنني أكرر ما سبق أن كتبته عن هذه العقبة الهامّة، فهي حرية بالإصلاح والتأهيل، أسوة بغيرها من العقاب الأخرى.. ولأنها تسهّل وتؤدّي العديد من تبادل المصالح والخدمات بين قبائل الحجاز وتهامة، وخاصة في فصل الشتاء.. فهل نحظى بتجاوب مصلحة الطرق بإصلاح طريق هذه العقبة من حيث التوسعة والسفلتة والتخطيط؛ لتؤدّي الدور المطلوب منها كما ينبغي؟ ذلك ما نرجوه، وبالله التوفيق.