انطلاقاً من إيمان والتزام دولة قطر بمبدأ الحوار في حل القضايا والصراعات والأزمات، يأتي تنظيم منتدى الدوحة للحوار للعام السابع عشرعلى التوالي، وهو المنتدى الذي يكتسب أهميته وزخمه من الاحترام الدولي الذي تحظى به سياسة قطرالخارجية وتوجهاتها الداعمة للحوار العالمي لإرساء السلام والاستقرار والتنمية. ولذلك لم يعد مستغرباً أن يصبح المنتدى منبراً عالمياً للحوار البنّاء والعميق، خاصة في ظل الرعاية الكريمة والدعم الكبير المستمر من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وهو ما جعله أيضاً من أبرز المنتديات الدولية في مجال الشؤون الدولية المعاصرة، فضلاً عن كونه علامة بارزة في توجهات قطر الخارجية. وإذ تتهيأ دوحة الخير لاستقبال المشاركين في المؤتمر الذي ينطلق يوم الرابع عشر من مايو الجاري ولمدة يومين، فإن حجم ومستوى المشاركة يعكسان المكانة المتميزة التي يحظى بها المنتدى إقليمياً ودولياً، تأكيداً لدوره في تحليل واقع المنطقة والعالم ومساهمته بالفكر والرأي في معالجة القضايا الملحة. لا شك أن منتدى هذا العام يأتي في ظل تحولات ومعطيات إقليمية ودولية غاية في الأهمية، مما يجعله فرصة مثالية لمناقشة التحولات الكبرى في المشهد السياسي العالمي، وتحديات التنمية الاقتصادية والاستثمار والأدوار السياسية والاقتصادية والأبعاد القانونية والإنسانية في التعامل مع قضايا اللاجئين. كما أن انعقاد المنتدى تحت عنوان "التنمية والاستقرار وقضايا اللاجئين" يعكس مدى الاهتمام الكبير بالقضايا الملحة، وعلى رأسها الصراعات المسلحة والإرهاب والتطرف والفقر والبطالة، التي تشهدها المنطقة والعالم حالياً، وتفرض على الجميع التباحث بعمق لمعالجة جذور تلك القضايا، سعياً لتحقيق تطلعات الشعوب في أن تنعم بالتنمية والاستقرار والعدل والسلم الإنساني بأبعاده الاقتصادية والبيئية والمجتمعية.