جريمة أكل.. مطعم بالقاهرة يقدم وجباته وسط المشانقمطعم جديد في القاهرة يحيلك مباشرة على السجن، إذ يشاهد الزبون وهو يتناول الطعام آثار الدماء أمام عينيه على الجدران، فيما تتدلى فوق رأسه حبال المشانق وهو يطالع عبارات مرعبة.العرب أحمد حافظ [نُشر في 2017/05/01، العدد: 10619، ص(24)]أصحاب سوابق في جرائم الأكل (عدسة: محمد حسنين) القاهرة – صممت مجموعة من الشباب في ضاحية مدينة نصر بشمال القاهرة، مطعما يحمل اسم “جريمة أكل” على هيئة سجن بكل ما يحتويه من مفردات. ودخلت “العرب” المطعم (السجن) ورصدت ما يجري داخله من وجبات تحمل أسماء وإيحاءات مريبة، فهناك مثلا وجبة “عشماوي” وهي عبارة عن نوع من السندويتشات المليئة باللحوم (عشماوي اسم الشخص الذي ينفذ عملية شنق المحكومين بالإعدام داخل السجون)، كما أن هناك سفاح الحوواشي (السفاح في مصر من يقتل بدم بار). واعتاد رواد المطعم أن تقدم لهم الوجبات بطريقة تعبر عن المكان الموجودين فيه، حيث سيجدون إلى جوار الأطباق “كلابشات” (أصفاد حديدية) فوق الطاولات الخشبية الطويلة وليست به طاولات منفصلة كحال المطاعم العادية بل يجلس الجميع إلى جوار بعضهم متراصين في طابور طويل، بالضبط كما يحدث داخل سجن حقيقي. ويشاهد الزبون وهو يتناول الطعام آثار الدماء على الجدران، فيما تتدلى فوق رأسه حبال المشانق التي تستخدم في الإعدام ليطالع عبارات مرعبة كتبت على غرار “دماء على الطريق” و“صرخة أنثى” و“عشماوي” و“رصاصة في الرأس” و“التخشيبة” (زنزانة احتجاز المتهمين داخل أقسام الشرطة). وعندما تطلب أنواع الطعام يتم إجبارك على استخدام نفس مصطلحات السجون، فتقول مثلا “أريد الإعدام، ما يعني أنك تطلب 9 شطائر (سندويتشات)”، أو كأن تقول “هاتوا لي المؤبد، بمعنى أنك تريد 7 سندويتشات فقط وليس 9” . أحمد حماد، أحد مرتكبي “جريمة أكل” (أحد أصحاب المطعم) قال لـ“العرب”، إن البحث عن أسماء غريبة ومميزة دفعه برفقة شركائه إلى التفكير طويلا في ابتكار مطعم بتصميم مختلف يستطيع لفت انتباه المارة بسهولة من خلال الاسم أو التصميم الداخلي، وتم الاستقرار على هيئة وتصميم السجن. وأوضح أن أكثرية الذين يترددون على المكان من الشباب تستهويهم فكرة تناول الطعام في مكان أشبه بأماكن الحبس داخل السجون وأقسام الشرطة، مضيفا “عندما نسأل الجميع عن رأيهم في الفكرة يردون بأنها جديدة وغريبة ومألوفة في نفس الوقت، وهو ما يسعدنا للغاية”. التوصل إلى فكرة إنشاء مطعم على هيئة سجن لم تكن سهلة، حيث واجه باعثوه صعوبة في البحث عن السلاسل الحديدية والكلابشات التي زيّنوا بها المطعم، وعندما لم يجدوها لجأوا إلى صناعتها في ورش الحدادين بحيث تكون قريبة من الواقع. ولم يتعرض مشيدو المطعم إلى أي مضايقات أمنية أو روتين حكومي عند الحصول على التراخيص اللازمة لافتتاحه، مع أن بعض العبارات المدونة على الجدران تحمل إيحاءات سياسية، مثل “الحرية للجدعان”، وهو الشعار الذي استحدثه شباب ثورة 25 يناير 2011 للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المعتقلين. ولا تمثل أسعار الوجبات -داخل السجن- عائقا أمام نزلائه (رواده)، حيث تبدأ الأسعار من 10 جنيهات (حوالي نصف دولار) وصولا إلى مئة جنيه (5 دولارات)، حسب أنواع الوجبات. اللافت للانتباه أن جميع العاملين في “جريمة أكل” يرتدون الملابس الحمراء، وهي الملابس التي يرتديها المحكوم عليهم بالإعدام، ويحرص أصحاب المطعم على معرفة رأي الرواد في الطعام. يذكر أن المطعم يقدم “خدمة توصيل السجن إلى المنازل”.