تصوير عبدالله النحيط: كشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن "سجاد" في استراحة "الحرازات" بجدة، قادتهم لمعرفة مقتل المطلوب مطيع الصيعري على يد زملائه هناك بعد أن شكوا بمبادرته بتسليم نفسه، رغم أن التنظيم يعتمد عليه في صناعة الأحزمة الناسفة، حيث عثر على كمية دماء في الموقع، أثبتت من خلال المعامل الجنائية هلاكه قبل عملية الإقتحام. وروى "التركي" خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه باللواء بسام عطية عقب بيان وزارة الداخلية عن الكشف عن عدد من الجرائم الإرهابية، أن هناك دلائل تثبت فشل تنظيم داعش في تجنيد واستقطاب الشباب السعوديين منذ شهر ذوالقعدة من العام الماضي، أو من خلال الأشهر الماضية من هذا العام مثل واقعة محاولة تفجير ملعب "الجوهرة"، وفشل عملية مواقف مستشفى فَقِيه، وأيضاً مسجد بمركز أم الحمام، وفشلت ٣ محاولات تفجير في المنطقة الشرقية ، ولَم يستطيعوا بلوغ أهدافهم ونأمل من الله أن يوفق رجال الأمن. وبين أن حادثة "الحرازات" وفرت للجهات المعنية بالتحقيق أرضية أكبر حيث لاحظنا أن الخلية لها ارتباط بعناصر أجنبية أكثر منالخلايا التي سبق التعامل معها . وقال اللواء التركي إننا قادرون على حماية أمننا، ولدينا الأنظمة الكافية للتعامل مع كافة الحالات ، والمجال مفتوح لكل المطلوبين بتسليم أنفسهم، وهذا ديدن المملكة منذ بداية القاعدة حتى تنظيم داعش . ولم يستبعد التركي أن يكون مقتل طائع الصيعري في حي الياسمين بالرياض، نقطة تحول لشقيقه "مطيع" في تسليم نفسه، قبل أن تتم تصفيته من التنظيم، وأكد أن المملكة متعاونة دوليا في مسألة مكافحة الإرهاب، وكثيرا ما تزود الدول الصديقة بمعلومات تساهم في إحباط عمليات مخطط لها؛ كما أن تلك الدول قدمت للمملكة معلومات قادتنا للقبض على عناصر التنظيم، والكشف عن خلايا إرهابية؛ وتمكنت الجهات المختصة من تمرير معلومات سريعة. وبين اللواء التركي، أن الدعوة لأعمال التخريب مرفوضة، وتم رصدها من قبل الجهات الأمنية، وأحيانا نستبعد أن من يقوم بتلك الأعمال هم أشخاص يتواجدون داخل المملكة ، والأشقاء السوريون على وجه الخصوص يحظون بإهتمام خاص من الدولة، التي سهلت لهم الدخول والبقاء ووفرت لهم الأسباب التي تساعدهم على حياة كريمة. من جانبه قال اللواء بسام عطية، إن داعش كيان هجيني من الإرهاب، والتاريخ السياسي يؤكد أن هذه الكيانات لاتعيش منفردة، وهو تنظيم لدول وأحزاب ، ويستطيع الظهور بأساليب عديدة، وقد أخفق التنظيم منذ حادثة "الدالوه"، وبدأ للتوجه للتسميات مثل "أمير الحجاز"، ولا علاقة للتسميات التي يطلقها على عناصره بأي أداء فعلي سوى استثارة العواطف ، وصناعة "الكريزما". وأشار أن عوامل عديدة منها فقدان الثقة وفشل التخطيط وازدياد المخاوف أدت إلى تصفية بعض عناصر التنظيم كمطيع الصيعري ، مبينآ أن القضية الإرهابية قد تغلق تحقيقيا أو قضائياً لكنها تبقى قابلة للزيادة حسب المستجدات. وقال "عطية"، إن الإرهابيين خالد السرواني ونادي العنزي وحسام الجهني هم الأكثر تأثيرا في هذه الخلية، وأن "الجهني" أحد العناصر القيادية انتهج الفكر التكفيري عام 2003م ويؤيد القاعدة وداعش، وتم إيقافه في عام 2005 و2007 بموجب أحكام قضائية، وأوقف مؤخراً وانضم إلى "داعش" بعد عرض تلقاه من إبراهيم الزهراني لتنفيذ عمليات داخل المملكة. وقال اللواء بسام: علاقة "الجهني" و"الزهراني" تطورت إلى الاستجواب من الوسيط الذي يطرح عدة أسئلة كالفترة المتبقية في السجن والحالة المعيشية، وقد طُلب من حسام الجهني مبايعة قيادة التنظيم كتابياً عبر برنامج "التليجرام"، وتم ربطه بخالد السرواني. وبين أن "السرواني" أُطلق عليه التنظيم لقب "أمير الحجاز"،وانتهج الفكر التكفيري وتأثر بما يحدث في العراق وأفغانستان إعلاميا، وتم إيقافه عام 2008 بموجب حكم قضائي، وتكليفه من التنظيم بعمليات الإيواء للعناصر الإرهابية.