قالت مصادر للجزيرة إن وحدات حماية الشعب الكردية تتقدم داخل مدينة الطبقة في ريف الرقة شمالي سوريا، في وقت تشهد الأحياء الجنوبية الشرقية من المدينة حركة نزوح كثيفة للمدنيين جراء القصف العنيف لطائرات التحالف الدولي والمعارك الدائرة بين تنظيم الدولة الإسلامية والوحدات الكردية.ونقل مراسل الجزيرة عما تسمى قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وتهيمن عليها الوحدات الكردية، أن قواتها سيطرت على حارة المهاجع والبوسرايا والكنيسة الآشورية ومواقع أخرى داخل مدينة الطبقة بعد معارك مع مسلحي تنظيم الدولة. وأشارت المصادر إلى أن قوات الوحدات الكردية استولت على أسلحة وذخائر من هذه المواقع، في حين يقوم عناصرها بعملية تمشيط تلك المناطق وتنظيفها من الألغام. ويشير ناشطون إلى أن الوحدات باتت تسيطر على نحو نصف المدينة التي تشهد معارك عنيفة وسيطر عليها التنظيم عام 2014. وتواجه "قوات سوريا الديمقراطية" مقاومة شرسة من مسلحي التنظيم الذين يستخدمون خصوصا طائرات مسيرة مفخخة على غرار ما يفعلون ضد القوات العراقية في مدينة الموصل، كبرى مدن شمال العراق.5416539888001f9125225-94fc-48a8-b03e-f3ce150a3277af60ed98-8647-4edd-a58a-d0c33a897c2evideo موجة نزوحوتسببت المعارك والقصف على الطبقة في موجة نزوح واسعة للسكان، وقالت مصادر للجزيرة إن معظم النازحين المدنيين يتم نقلهم إلى مخيمات عشوائية في محيط الطبقة أقامتها الوحدات الكردية. وأضافت المصادر نفسها أن معارك عنيفة يشهدها محيط المشفى الوطني في الرقة (شمال وسط سوريا)، وأن القوات الكردية سيطرت على مواقع داخل الطبقة في الجهتين الجنوبية والغربية بعد معارك مع تنظيم الدولة، في وقت يشهد الوضع الإنساني داخل الطبقة مزيدا من التردي. وتقدّر أعداد المدنيين المحاصرين داخل الطبقة بنحو ثلاثين ألفا يعيشون أوضاعا إنسانية صعبة، وكان عشرات المدنيين قتلوا في الطبقة جراء قصف التحالف والمعارك الدائرة هناك. وكانت "قوات سوريا الديمقراطية" دخلت قبل أيام القسم الجنوبي الغربي من مدينة الطبقة بعد معارك مع التنظيم بإسناد جوي من مقاتلات التحالف الدولي، لتسيطر حينها على نحو 20% من المدينة التي تشكل البوابة الغربية لمدينة الرقة أبرز معاقل التنظيم في سوريا. وجراء الاقتتال في الطبقة، اضطر آلاف المدنيين للنزوح من قرى ريف الرقة هربا من المعارك، حيث وصل نحو 15 ألفا الأحد الماضي إلى مخيم عين عيسى (جنوب مدينة تل أبيض) في ريف الرقة الشمالي. وتحظى مدينة الطبقة بأهمية إستراتيجية مزدوجة باعتبار أنها تفتح الطريق أمام الوحدات الكردية المدعومة أميركا إلى مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة في سوريا، إضافة إلى أنها تضم سدا مائيا هو الأكبر في البلاد وما زال خاضعا لسيطرة التنظيم. كما أنها كانت تستخدم من قبل التنظيم قاعدة للقيادة وتضم السجن الأبرز له. يذكر أن معركة السيطرة على مدينة الطبقة بدأت يوم 22 مارس/آذار الماضي بإنزال بري لقوات أميركية، بمرافقة عناصر من قوات سوريا الديمقراطية، جنوب نهر الفرات، في إطار حملة "غضب الفرات" لاستعادة السيطرة على الرقة من تنظيم الدولة التي بدأتها الوحدات الكردية بدعم التحالف في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. ومنذ بدء هجومها الهادف للسيطرة على مدينة الرقة، تمكنت الوحدات الكردية من السيطرة على قسم كبير من الأراضي في محيط الرقة.