قبل أيام غردت إحداهن تبشر متابعيها في تويتر بأن ابنها في طريقه للدراسة بأمريكا، في بعثة حكومية، ولم تكد التغريدة تستقر، حتى عاجلها مغرد وطني، تخصص في تناقضات المغردين، وخصوصا المتأسلمين بتغريدة عاجلة، فقد نشر المغرد الشهير، «الشيخ طنف»، تغريدات سابقة لذات المغردة، تشجب فيها برنامج الابتعاث!!، وتشير إلى مفاسده العظيمة!!، ثم بعد ذلك انفجر تويتر ساخرا من هذا التناقض الصارخ، وتم فتح هاشتاق، امتلأ بكل ما يخطر على بال من السخرية، والتساؤل، والتعجب من مثل هذه السلوكيات العجيبة، والتي سخر الله تويتر لفضحها، فالشيخ طنف مشغول جدا بملاحقة هذه التناقضات، وتعريتها، إذ لم تمر ساعات حتى كشف الشيخ طنف تناقضا حركيا آخر، إذ إن هذا الحركي أعلن، بعد صدور بيان الداخلية، أنه لن يرفع شعار رابعة من معرفه، وأعلن التحدي على ذلك. هذا، ولكنه لم يف بوعده، ولم يكن على قدر تحديه، فقد عاد لتويتر، بعد أن أزال شعار رابعة، فاقتنصه طنف، وألحقه بوالدة تلك المبتعث!!. بعد أن كشف طنف تناقض والدة ذلك المبتعث، أشارت في حسابها إلى أن الحكومة هي التي ابتعثت ابنها، وأنه لو كان الأمر بيدها لاختارت أن يكون ابنها بجانبها، وهنا تصور بعض المتابعين أن الحكومة أرسلت ابنها جبرا إلى أمريكا، فما كان مني إلا أن اتصلت بالزميل الدكتور عبدالله الطاير، المشرف العام على الملحقيات الثقافية بوزارة التعليم العالي لأستطلع الأمر، فأكد لي أن الابتعاث أمر اختياري، وأن الوزارة، وغيرها لا يمكن أن تجبر أحدا عليه، وما يؤكد صدق حديث الزميل الطاير هو أن السفر إلى أمريكا يتطلب تأشيرة، ومن معرفتي بأنظمة الهجرة الأمريكية أعلم أنه لا يمكن للسفارة الأمريكية بالمملكة أن تمنح تأشيرة لمواطن سعودي دون أن يتقدم بطلب لذلك، ويمر بكثير من الإجراءات المعقدة، ولم يسبق أن أصدرت سفارة أمريكا تأشيرة لمواطن سعودي دون علمه، ناهيك عن أن تجبره على السفر إلى هناك!!. لا أستغرب مثل هذه التناقضات التي يفترض أن تقتل المصداقية من الوريد، إلى الوريد، ألم يحرض أتباع التنظيمات الحزبية أبناء الآخرين على الجهاد، في ذات الوقت الذي يرسلون أبناءهم إلى أوروبا، وأمريكا للدراسة، والسياحة؟!!، أوليسوا هم من يدعو إلى الزهد، وفي ذات الوقت يسكنون القصور، وتمتلئ البنوك بأرصدتهم؟!!، أوليسوا هم من حرم اللاقطات الفضائية، ثم ظهروا في فضائيات ماجنة تدفع بالدولار، أو ليسوا هم من يحاول دوما تشويه صورة العلماء الأجلاء، ويسمونهم بالجامية، فلا تستغربوا،إذا هذه الأعمال المتناقضة ممن يسير وفق هواه الحزبي، بعيدا عن الدين الحنيف.