استذكار ما جاء في رؤية المملكة الاستراتيجية 2030م له أهمية كبرى؛ لكي تبقى الأهداف والتوجُّهات التي تطمح لتحقيقها قائمة بذهن المجتمع بأطيافه كافة؛ فالإعلام يعدُّ شريكًا أساسيًّا في نجاح الاستراتيجيات، ودعم تطور الدول وتقدمها من خلال الاستفاضة بالشرح والتوضيح لتفاصيل أي خطة أو رؤية ذات بُعد استراتيجي طويل الأمد؛ حتى يكون أيضًا شريكًا بالمراقبة على الأداء العام، وإيصال صوت المواطن للمسؤول، والعكس صحيح، والوقوف على كل التحديات التي تواجه أي مبادرة أو برنامج من خلال رصد دقيق للواقع. وقد قدمت جريدة "الجزيرة" عملاً كبيرًا خلال الأسبوع الماضي؛ إذ أفردت لأيام عدة عشرات الصفحات للحديث عن تفاصيل الرؤية من جديد، وتفصيل كل أهدافها والبرامج الداعمة لتحقيقها، وخصوصًا التحول الوطني والتوازن المالي، إضافة إلى المبادرات التي تُعدُّ ذات تأثير بالغ بالتنمية الاقتصادية، كالصناعة والإسكان؛ إذ تم استعراض تفاصيل هذه المبادرات والمؤثرات والتحديات التي تعترضها، إضافة إلى انعكاساتها على التنمية من خلال الآراء والتحليلات مع البيانات التي قدمت في عمل ضخم، وبإخراج صحفي جاذب وواضح للقارئ. وقد غطت الجزيرة أيضًا الأبعاد الإنسانية والاجتماعية عمومًا على المجتمع خلال وبعد تنفيذ الرؤية، وما سينعكس عليه من متغيرات، تهدف إلى مواكبة العصر الحديث الذي يتفاعل معه مجتمعنا بطرق عديدة من خلال التطور باستخدام التقنية وانتشارها الواسع، وكذلك التواصل مع العالم الخارجي الذي ارتفع بشكل ملحوظ خصوصًا لأسباب تعليمية واقتصادية، إضافة إلى انتشار التعليم العالي بالمجتمع؛ إذ ينتسب للجامعات أكثر من مليون طالب وطالبة؛ ما يعكس حالة الحراك المجتمعي وتأثير ذلك على العادات والتقاليد، وأيضًا على النشاط الذي يتطلب التفاتة كبيرة للأبعاد الإنسانية بالعلاقات والتعامل، وليس فقط بالشق الاقتصادي؛ فهي كلها تعتبر مكملة لبعضها، ولا بد أن يواكب تطوير قطاع مواكبة القطاعات الأخرى له؛ حتى لا يكون هناك فجوات بالاستراتيجية وأبعادها، وتأثير سلبي على تحقيق أهدافها. الإعلام صناعة أساسية في العالم، وآلة ضخمة، يمكنها أن تقرِّب الأفكار بين كل أطراف المجتمع؛ ليكونوا فاعلين بأدائهم وحراكهم بتحقيق الاستراتيجيات، وينقدوا بواقعية؛ كي يتم معالج أوجه القصور والتغلب على التحديات. وما قامت به الجزيرة مشكورة من جهد يحسب لها نتمنى أن يستمر، ويكون لبقية وسائل الإعلام المحلي الأخرى أدوار متعددة؛ لتواكب حدث الرؤية وبرامجها؛ حتى تنتشر المعلومات والآراء مع متابعة مراحل الإنجاز للرؤية وبرامجها التي تنفَّذ حاليًا؛ حتى يكون الفرد ملمًّا بأهم تفاصيلها، ويعرف دوره فيها؛ لأنه شريك في تحقيقها، بل هو ركيزتها الأولى.