×
محافظة القصيم

الخليفة: نجدد البيعة والولاء

صورة الخبر

التوجه العالمي اليوم صوب توفير البدائل المستخدمة في متطلبات الحياة اليومية، وخصوصا المعتمدة على استهلاك الطاقة لإنتاج نفس التأثير أو أداء نفس الوظيفة.. ووضع لهذا الجانب الهام الكثير من السياسات الفعالة لتوظيف الطاقات، وفق تقنيات حديثة تقلل من الهدر وتخفف من الانبعاثات الحرارية ومستويات التلوث البيئي وتوقف حدوث الاحتباس الحراري.. فضلا عن أن الكثيرين توجهوا نحو الاعتماد على مصادر طاقة دائمة أو متجددة، وهنالك توجه عالمي للاستخدام الفعال للطاقة في بناء المنازل والمركبات والصناعات المختلفة. فعند تفحص الأمر من جانب وسائل النقل سنجدها من أكبر التحديات التي يجب مواجهتها باعتبارها من أكثر المسببات لاستهلاك طاقة «الوقود».. وبمقربة من الوضع الداخلي في بلادنا نجد أن التنقل بين مناطق المملكة يعتمد بشكل غاية في التضخم من خلال استخدام المركبات كوسائل مواصلات تقطع مسافات كبيرة مستهلكة الكثير والكثير من الوقود، ومحدثة كما هائلا من الانبعاثات الحرارية.. وكان لانخفاض سعر الوقود بدعم البنزين والغاز دور في عدم ترشيد الموارد في المنطقة.. وتقول وكالة الطاقة العالمية إن متوسط كفاءة توليد طاقة الوقود الأحفوري بالشرق الأوسط تساوي 33%، يعني أقل بنسبة 9% مما في الغرب. اليوم قدرت الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» أن تسهم القطارات التي تقوم عليها في خفض استهلاك الوقود في نشاط النقل بنسبة 70%، موضحة ــ في الوقت ذاته ــ مساهمتها في خفض اختناقات الطرق وتقليل الانبعاثات الضارة للمحركات بنسبة 75%.. وأن القطارات ستخفف على السعودية 70% من الوقود المستخدم للنقل عبر الشاحنات. ولما احتلت القطارات مكانة خاصة في قلوب عشاق السفر لما توفره من الراحة والأمان والسرعة.. فنجد أسرع قطارات في العالم تتجاوز سرعتها ما بين 300 و500 كيلو متر في الساعة، ونجدها في الصين وتايوان وكوريا الجنوبية.. وعندما نصل لليابان نجد ثلاثة أنواع فائقة السرعة، فمنها «شينكنسن» يربط هونشو بالمدن الرئيسية وبين فوكوكا بجزيرة كيوشو.. أما «أفي» ومعناه الطائر المحلق بإسبانيا.. وقطار «يوروستار» بغرب أوروبا يربط لندن وكينت ببروكسل وليلي في فرنسا وله رحلات موسمية إلى ديزني لاند.. وقطار TGV يربط باريس بأهم المدن الفرنسية وعواصم بدول الجوار.. وقطار TR07 بألمانيا انطلق لأول مرة بسرعة وصلت 270 ميلا في الساعة تقريبا. وبرهنت توجهات الاستخدام الفعال للطاقة بأنها ذات جدوى اقتصادية مرتفعة واستراتيجية ممتازة لبناء وتطوير البنية التحتية دون الحاجة للزيادة في استهلاك الطاقة.. وأظهرت الدراسات التي أجريت في البلدان التي اتبعت سياسات صارمة بشأن توجيه الاستخدام الفعال للطاقة أن هذه الإجراءات، رغم كونها مكلفة في البداية، إلا أنها مجدية اقتصاديا للشركات والصناعات التي تتبعها.. وقد تنبه العالم الغربي لخطورة هذا الأمر مبكرا، خصوصا بعد أزمة النفط عام ١٩٧٣، فظهرت أهمية أمن الطاقة للغرب، وأصبحت قضية الاستخدام الفعال للطاقة محط اهتمام الباحثين في أوروبا وأمريكا. والبشرى في مملكتنا، هي أن الاعتماد على الخطوط الحديدية كوسائل نقل للقطاع الصناعي في المستقبل سيرفع مستوى الأمن والسلامة والتقليل من نسب الحوادث في الطرق العامة عبر إيجاد بدائل نقل جديدة، مما سيزيد من العمر الافتراضي للطرق ويخلق فرصا وظيفية للشباب السعودي في مجال تشغيل وقيادة القطارات.