استمراراً لجهودها الإنسانية في غزة، بدأت مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية «راف» تنفيذ مشروع نوعي لترميم وإعادة تأهيل 300 بيت في عدة مناطق بقطاع غزة، لصالح الأسر الفلسطينية المتضررة من الحرب الأخيرة على القطاع. وتبلغ التكلفة الإجمالية لهذا المشروع، الذي يجرى تنفيذه على مرحلتين، 6.5 مليون ريال، تبرع بها محسنون ومحسنات من أبناء وبنات قطر والمقيمين على أرضها. ويستهدف هذا المشروع، الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع جمعية طريق الحياة التركية شريكة «راف» في غزة، توفير المأوى المناسب لأكثر من 2100 مواطن فلسطيني من أبناء الأسر الفقيرة والمحتاجة، التي تعرضت منازلها لتدمير جزئي أو كلي خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع خلال الأعوام الماضية، مساهمة من المؤسسة في تخفيف الضغوط الاجتماعية عنهم وتحسين الوضع الاقتصادي لهم، خاصة أن معظمهم لا يملكون القدرة على ترميم منازلهم. اختيار الحالات المستفيدة قامت جمعية طريق الحياة شريك «راف» في قطاع غزة باختيار الحالات المستفيدة، بعد إجراء مسح ميداني لتحديد الفئات المستهدفة، وقد تم التعاون مع ثلاث مؤسسات من داخل القطاع: جمعية دار اليتيم الفلسطيني، جمعية النصرة الخيرية، جمعية الإعمار والإغاثة الخيرية، لتحديد الحالات الأشد احتياجاً. وقد أنجزت مؤسسة «راف» المرحلة الأولى من المشروع، بتكلفة بلغت 915 ألف دولار، وتم خلالها ترميم وتأهيل 200 بيت تحتاج إلى ترميم بنسبة %40 في كل من رفح ودير البلح وغزة الدرج والتفاح، ومحافظة شمال غزة، ومحافظة غزة، ومحافظة خان يونس، ومحافظة رفح. ومن المقرر أن تبدأ المؤسسة خلال الفترة القريبة القادمة تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع، التي سيتم خلالها تأهيل وترميم 100 بيت تحتاج لإعادة ترميم بنسبة %70 وبتكلفة تبلغ 870 ألف دولار، ليصبح إجمالي تكلفة المشروع 1.785.000 دولار (6.515.250 ريالاً قطرياً). يأتي هذا المشروع ضمن مشروعات مؤسسة «راف» لإعمار قطاع غزة، حيث كان لها دور كبير ومساهمات عديدة في تخفيف معاناة الآلاف، سواء من خلال مشاريعها الإغاثية أو التنموية، فقد كان سكان البيوت المهدمة جزئياً ينتظرون إعادة بنائها، ويعيشون في ظروف صعبة للغاية، نتيجة عدم قدرتهم على إصلاحها أو استئجار منازل أخرى. ويعيش سكان قطاع غزة أوضاعاً إنسانية بالغة الصعوبة، وحسب إحصاءات الأمم المتحدة وصلت نسبة الفقر في القطاع %65، ونسبة البطالة وسط الشباب %63.8، وتعاني %72 من العائلات من انعدام الأمن الغذائي، ولا تزال 4600 عائلة مشردة بلا مأوى حتى الآن، وتعيش 45000 عائلة في خيام أو بيوت من البلاستيك، وتعتمد %85 من العائلات على المساعدات، وتبلغ نسبة المياه غير الصالحة للشرب %95، وتزيد ساعات قطع الكهرباء اليومية على 16 ساعة، كما يعاني القطاع الصحي من نقص الأدوية والمستهلكات الطبية بعجز يصل إلى %30 شهرياً، وهناك حوالي %70 من طلبة الجامعات غير قادرين على تسديد رسوم الدراسة، ويبلغ عدد الأيتام في القطاع 20 ألف يتيم، وتقع 3000 حالة طلاق سنويا معظمها أسبابها اقتصادية، كما أن هناك 44 ألف حالة من ذوي الإعاقة في القطاع، معظمهم بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.;