( أيها الشعب الكريم : تستحقون أكثر ومهما فعلت لن أوفيكم حقكم ، أسأل الله - تعالى - أن يعينني وإياكم على خدمة الدين والوطن ، ولا تنسوني من دعائكم ) .. سلمان بن عبدالعزيز . بهذه المشاعر الأبوية الحانية والأحاسيس الأخوية الجياشة يكتب مليكنا الغالي رسالته إلى الشعب على حسابه الرسمي في ( تويتر ) وسيلة التواصل الاجتماعي الأبرز والأكثر متابعة لدى السعوديين . هذه التغريدة الغالية أعقبت الأوامر والقرارات الملكية الكريمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - مساء الخميس الفائت التي تابعها السعوديون بشغف كبير وبفرح غامر واطمئنان ملحوظ ذلك أنها مثلت انتقال المملكة العربية السعودية - الوطن والإنسان - إلى حقبة تاريخية جديدة ومرحلة زمنية حديثة مفعمة بالتفاؤل بغد أكثر إشراقاً وبمستقبل نستشرف من خلاله الانطلاقة التطويرية القياسية تجاه التنمية الوطنية المستدامة . والمتأمل لهذه الأوامر الكريمة يرى بوضوح أنها شملت الجوانب المفصلية المهمة التي تهم الوطن والمواطن في هذه المرحلة المهمة . ولعل من أهم الملامح التي يراها المتابع بوضوح كم ونوع القرارات التي ستسهم - بإذن الله - في النقلة المنشودة والمأمولة على كافة المستويات . إن ذلك الضخ الإيجابي للدماء الجديدة في مجلس الوزراء الموقر أخذ مسارات عديدة أهمها في رأيي مساران اثنان، أولهما : التركيز على الكفاءات الوطنية الشابة المؤهلة التي تتميز بطاقتها الوثابة وهمتها العالية وجعلها في هذه المراكز القيادية العليا التي تتطلب تخطيطاً استثنائياً وعطاءً عملياً غير تقليدي لإحداث الفارق في نقل منظومات العمل ليس إلى التنافسية الإقليمية، بل العالمية وذلك ليس ببعيد على رجالنا الأوفياء في وطن يقدم أعلى مستويات الدعم والإمكانات للتفوق والعطاء . وثانيهما : مسار ثان تمت فيه الاستفادة من كفاءات ناجحة ومتألقة في القطاع الخاص وهذا يعطي مؤشراً بالغ الأهمية باعتبار أن طبيعة العمل والإنجاز في القطاع الخاص تعتمد على التنافسية العالية ومقدار عال جداً من التحدي لتحقيق الأهداف والغايات في ظل بيئات عمل تختلف جذرياً عن القطاع العام الذي عانى لسنوات الجمود والبيروقراطية . هذا الأنموذج الإداري الفريد - الذي نلمسه بعد صدور الحزمة الثمينة من القرارات الملكية الكريمة - من الملامح ذات البعد المرحلي الفائق الجودة ذلك أنه لا يخفى - ومن تجارب محلية قريبة - أن الاستفادة من الطاقات الشابة من القطاع الخاص أحدثت الفارق في كثير من المواقع الحيوية العامة . ومما لا شك فيه إن الإبدال الذكي والإحلال الرائع للأجهزة والمجالس العليا السابقة وتنظيمها بشكلها الجديد في مجلسين اثنين هما: مجلس الشؤون السياسية والأمنية، ومجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في حقيقة الأمر عملية إدارية مدروسة تهدف - فيما يبدو - إلى القضاء على الترهل الإداري وربما أيضاً تقليص المدة والمرونة في اتخاذ القرارات أو الموافقة عليها أو التخطيط الاستراتيجي لها . ثم تأتي القرارات الملكية التي يكرم فيها مليكنا المحبوب - يحفظه الله - شعبه ويحف هذه القرارات - وفقه الله - بعبارات من الشعور الكريم لا تكاد تجد لها شبيها في العالم أجمع، إذ إنه مع هذه الأوامر التي اشتملت على راتب شهرين للموظفين من مدنيين وعسكريين وللمتقاعدين ومكافأة شهرين للطلاب والطالبات والدعم الكبير للإسكان والجمعيات الخيرية والضمان الاجتماعي والأندية الأدبية والرياضية. هذه الحزمة العظيمة من القرارات أدخلت السرور البالغ في كل بيت لترتفع الأكف وتلهج القلوب بالدعوات الصادقة لخادم الحرمين الشريفين بأن يجزيه خير الجزاء على حبه لأبنائه وبناته من شعبنا السعودي الوفي . وبعد أن يقدم - يحفظه الله - هذا العطاء الكريم يشعر شعبه بأنهم يستحقون أكثر ويثني أنه مهما فعل فلن يوفيهم حقهم، فأي كرم إنساني يوازي هذا الكرم العظيم؟ وأي تواضع ومحبة توازي هذه المشاعر المتدفقة بالمودة والحنو؟ ثم يدعو المولى - عز وجل - أن يعينه ويعيننا على خدمة الدين والوطن ، هذه الثنائية التي تبلغ ذروة الاهتمام لدى حكامنا العظام منذ عهد المؤسس - طيب الله ثراه - إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أطال الله عمره ووفقه وسدده. (ولا تنسوني من دعائكم ) هذه العبارة التي ختم بها - حفظه الله - التغريدة خرجت من قلبه الكبير لتصل إلى سويداء قلوب الشعب كله. تربوي