تحقيق: نجاة الفارس سنة بعد سنة، ومن نجاح إلى نجاح، أكبر يستمر معرض أبوظبي الدولي للكتاب لافتاً أنظار العالم إليه، كوجهة ثقافية مميزة ومنارة حضارية مشرقة في الإمارات.. «الخليج» التقت عدداً من القيادات الثقافية العربية من زوار المعرض كي تتعرف إلى انطباعاتهم عن هذا المحفل الثقافي.أشاد طلال سعد الرميضي الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين بالمعرض قائلاً: «المعرض جيد التنظيم، ونشكر القائمين عليه، كما نشكر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، ورئيس مجلس إدارته الشاعر حبيب الصايغ، على جهودهم ونشيد بجناحهم الذي يضم باقة جميلة من الإصدارات المتنوعة والثرية التي تسلط الضوء على الحراك الثقافي الإماراتي، من شعر، وقصة، ورواية، ومسرح، ودراسات، وتعطي المتلقي فكرة جميلة عن الثقافة الأدبية في الإمارات».وأضاف: نحن مشاركون على هامش المعرض بلجنة خاصة مكونة من رؤساء الاتحادات العربية لمراجعة صياغة النظام الأساسي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وحقيقة في السنوات الأخيرة نجد أن صدارة المشهد الثقافي العربي تتركز في منطقة الخليج العربي، وهذا بفضل عاملين، أولهما دعم الحكومات وهو دعم لوجستي ذكي خدم الثقافة الخليجية بشكل كبير، وكذلك بفضل وجود باقة من الكتاب الخليجيين الذين استطاعوا إيصال إبداعاتهم لأكبر شريحة في الوطن العربي، وفازوا بالكثير من الجوائز العالمية المميزة، لعل آخرها فوز الكاتب السعودي محمد حسن علوان بالجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته «موت صغير»، وأيضاً فوز الشاعر العماني جمال الملا ب»جائزة شاعر الرسول» في كتارا، وقبلها فاز أيضاً سعود السنوسي بجائزة البوكر عن روايته «ساق البامبو»، والكثير من الأسماء الجميلة في الخليج العربي برزت وساهمت في إثراء المكتبة العربية.وتابع: نحن سعداء بتواجدنا ونتمنى المزيد من الإبداع والتميز للثقافة الإماراتية التي نعتز بها، وهي امتداد لثقافتنا ثقافة الخليج العربي.من جهته قال الدكتور وجيه فانوس الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء اللبنانيين نائب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب: «أهنئ دولة الإمارات وإمارة أبوظبي على إنشاء هذا المعرض الذي وجدت فيه آية من آيات الأناقة وتحفة من تحف التنظيم، ما يسهل للزائرين حسن التعرف، والوصول للموقع الذي يريد، وإلى نوعية المنشورات والمطبوعات التي يريد الحصول والاطلاع عليها، يضاف إلى ذلك الجو العام الثقافي من خلال الفعاليات والأنشطة، ومع كل هذا هناك دور النشر الأجنبية التي شاركت في المعرض التي تؤكد البعد الحضاري والثقافي لدولة الإمارات العربية، في انفتاحها على الثقافات العالمية والمعاصرة، وهذا أمر نحن في أمس الحاجة له في زمننا، فقد انفتحت الحضارات على بعضها بعضاً، وهذا المعرض يستجيب لهذه المتطلبات ويشير دائماً إلى الريادة الثقافية والمعرفية التي تقوم بها الإمارات، إضافة إلى ريادتها في مجالات استخدام التكنولوجيا، والإفادة الحقيقية منها، تهانينا إلى الدولة وإلى القائمين على المعرض».وقال الدكتور زياد أبولبن رئيس رابطة الكتاب الأردنيين: «إن تنظيم المعرض متميز والإعدادات الجيدة واضحة، كانت على مستوى رفيع من الجودة، ما يعطي أريحية لزوار المعرض، إضافة إلى التواجد الكبير لدور النشر العربية والعالمية، ما يعطي زخماً للثقافة العربية، فالجميع ينظر إلى نجاح هذه التظاهرة بنظرة فيها تفاؤل حول مشهدية الثقافة العربية، خاصة في ظل صراعات وأزمات سياسية تجتاح المنطقة العربية، فالثقافة دائماً هي التي تجمع هذه الأمة على كلمة واحدة بعد ما فرقتها السياسة».وقال الشاعر الدكتور يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين: «لا بد أن نعترف بأن استمرار المعرض في حد ذاته هو نجاح.. فأن تستمر على تقليد معين يعني أنك في كل مرة تعطي إضافة، فدولة الإمارات لها تقاليد عريقة في هذا المعرض الذي يشد أنظار كل العالم وليس العالم العربي فقط، فالزوار في المعرض من جميع الجنسيات، يبقى على الجمهور وعلى المواطن العربي وعلى الدول العربية المجاورة على الأقل بإرسال بعثات لزيارة المعرض نحن أمة اقرأ، ولا بد أن نعطي خير مثال في القراءة، لا أن نأخذ المثال من الدول الغربية بل نحن القدوة والمثال».من جهته أشاد الشاعر سمير درويش المدير التنفيذي للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بسهولة وصول الزائر في المعرض إلى هدفه ببساطة، حيث يستطيع القارئ أن يجد الأدب والعناوين الثقافية والدراسات الإنسانية، والدينية، والاجتماعية، أو أي مجال يصبو إليه. كما أن الزائر لا يجد مشقة في أن يصل إلى المعرض، وأن يستريح داخله، وأن يحصل على ما يريد، وهذا شيء جميل جداً تفتقد إليه بعض المعارض في دول أخرى.