من يعود لموقع وزارة التخطيط والاقتصاد الوطني، وموقع الإحصاءات العامة، سيجد كماً هائلاً من الأرقام، يحتاج كماً هائلاً من التحليل والقراءة، ولا اعلم هل يتم توظيف هذه الأرقام لبناء " الخطط والمستقبل للوطن "، حين ندقق بالأرقام مثال " منطقة الرياض " فهي الآن تقارب كعدد سكان ما يزيد على 7 ملايين نسمة، والنمو السكاني لا يقل عن 3% كأعلى المعدلات، والزيادة هنا ليست من المواطنين فقط فحتى المقيم الأجنبي بيننا فأعدادهم تزيد مع الزمن لأسباب كثيرة ولكن الغالب هو الحاجة للتنمية تتطلب اعدادا اكبر، ناهيك عن المخالفين منهم وهم بالملايين، وفترة التصحيح التي تمت بينت الكثير من الخلل وليس كله. حين نفصل التركيبة السكانية بالرياض ووفق مصلحة الإحصاءات العامة ان السكان المواطنين يزيد عددهم على 4 ملايين نسمة، ولن ادخل بتفاصيل رقمية قد لا تهم الكثير ونركز على الرؤية العامة، فحين نتفحص الرياض نجدها لا تستيطع العيش بمعزل عن المناطق الأخرى ولا تحقق اي اكتفاء ذاتي سواء من الماء او الغذاء أو الكهرباء أو اي اساس من اسس الحياة اليومية، فهي تعتمد كليا على ما يأتي لها من المناطق الأخرى، وهذه الحاجة شبه التامة هي السلبية الكبيرة، فهي ليست مكتفية بنسب محددة من الماء او الكهرباء او الطاقة، ولا بحر أو نهر يحيط بها، وهي وسط صحراء قاحلة تحتاج " صناعة " مدينة، والتوسع مستمر والسكان يحقق نمواً بلا توقف، وهذا ما سيخلق عبئاً مستقبلياً وحالياً نحن نعيشه، ناهيك عن الحاجة للنقل العام والسكن والصحة والتعليم وغيرها. من المهم أن لا تتوسع الرياض اكثر من ذلك، فهذا يكلف كثيرا، وايضا لا يحقق التوازن السكاني، وهناك مناطق مهمة لم تستثمر، وبوضع بلادنا الأفضل دوما القرب من " البحار " والمملكة تملك اطول شواطئ في المنطقة بما لا يقل عن 3500 كيلو على البحر، وهذا يسهل كثيرا في النقل والصناعة والتصدير والاستيراد ومصادر غذاء، وترفية وغيرها،لماذا لا يكون التوجه لدينا للبحار والشواطىء للمدن الجديدة، فهناك الشمال الغربي للمملكة، والشرقية جنوب ميناء العقير، ولا احتاج ان اشرح مواقع الشواطئ ، اتحدث عن مستقبل قد يمتد 50 و 100 سنة حين يوضع نصب خططنا وأعيننا، أما الاستمرار بهذا الوضع بالتوسع الداخلي ووسط المملكة، فهذا عبء تنموي كبير، قد لا تتحمله الدولة بعد عقود من الزمن، وهي التي تعيش على التغذية من خارجها بكل شيء، وهذا ما يحتاج إلى وقفه وتوقف لا شك به، ولكن متى نعلق الجرس ونبدأ، الآن؟