أصر الشاب رضوان القطري والشابة سماح القطري، من مخيم الأمعري للاجئين وسط رام الله، على عقد قرانهما في خيمة التضامن الدائمة والمركزية، المقامة على دوار الشهيد ياسر عرفات وسط مدينة رام الله، لإسناد الأسرى. وخطط شريكا المستقبل لزفافهما أن يكون زفافاً غير تقليدي، زفافاً تضامنياً مع الأسرى المضربين عن الطعام، الذين بدأوا هذه المعركة في السابع عشر من الشهر الجاري. وانطلق موكب العرس من مخيم الأمعري، ووصل إلى غايته خيمة الاعتصام التضامنية مع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط رام الله. ووصل موكب العرس، سيارات مزينة، وأبواق سيارات مرتفعة، ومئات في الميدان ينتظرون العروسين، فدخلا خيمة الاعتصام. حيث نصبت لهما «كوشة» بسيطة، لكنها تليق بعروسين، كرسيان بلاستيكيان ولا شيء سواهما، غير صور الأسرى وعلم فلسطين وبعض الرايات والشعارات التضامنية مع الأسرى، ومئات غنوا وزغردوا للعروسين فرحاً بهما. رضوان القطري، هو شقيق الشهيد عيسى خالد القطري (22 عاماً)، الذي استشهد في العاشر من سبتمبر 2014، قبل أيام قليلة فقط على زفافه. وقد استشهد عيسى خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الأمعري في فجر ذلك اليوم، برصاصة من قناص استقرت في القلب، لتؤجل الأفراح في بيت القطري إلى هذا اليوم. العروس سماح، بثوبها الأبيض، الذي ازداد جمالاً بوجودها في خيمة الاعتصام، قالت إن هذه الخطوة ما هي إلا لإعلان التضامن الكامل مع الأسرى في سجون الاحتلال، على اعتبار أن هذا أقل شيء يمكن فعله وتقديمه. وتمنت سماح على أبناء الشعب الفلسطيني كله التضامن مع الأسرى، لأنهم جزء من هذا الشعب. وقال والد العريس إن اختياره أن تخرج العروس من خيمة التضامن كرسالة تضامن مع الأسرى وعائلاتهم من عائلة الشهيد الذين اختاروا أن يبدأ فرحهم من هذه الخيمة.