لم تنتظر إسرائيل نتائج محادثات المصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس» لترسل تهديدها للسلطة الفلسطينية بأن تختار بين السلام مع إسرائيل أو المصالحة مع «حماس»، في وقت اعتبر وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان التوصل إلى مصالحة «نهاية المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية». وقال رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الذي كان يتحدث قبل لقائه في القدس المحتلة وزير الخارجية النمسوي سبستيان كورتس، إن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) «يتقدم نحو تحقيق المصالحة والسلام مع حماس بدلاً من تحقيق السلام مع إسرائيل»، مضيفاً أنه يتعين على «أبو مازن» أن يختار بين الخيارين «لأنه يمكن تحقيق أحدهما وليس كليهما». وأعرب عن امله في أن يختار الرئيس الفلسطيني السلام مع إسرائيل «لأنه لم يفعل ذلك حتى الآن». وتابع: «في كل مرة نبلغ فيها نقطة إطلاق المفاوضات من جديد يراكم عباس شروطاً أخرى، رغم علمه بأن إسرائيل لا يمكن أن تقبل بها». وقال ليبرمان إن التوقيع على اتفاق لتشكيل حكومة «وحدة وطنية» فلسطينية «هو توقيع على نهاية المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية». إلى ذلك، نقلت الإذاعة العامة عن مسؤولين إسرائيليين تعقيبهم على توجه «أبو مازن» أول من أمس للرأي العام الإسرائيلي وشروطه لمواصلة المفاوضات، معتبرين هذه الشروط «دليلاً على نيته تفجير المفاوضات لا إنجاحها». وأضافوا أن إسرائيل ترفض البحث مع بدء المفاوضات في الحدود النهائية لها، وأن رئيس الحكومة يرفض شرط الفلسطينيين وقف البناء في مستوطنات محيط القدس المحتلة. واتفق مراقبون مع ليبرمان في استخفافه بتهديدات زعيمي الحزب اليميني المتطرف «البيت اليهودي» والوسطي «يش عتيد» الوزيرين نفتالي بينيت ويئير لبيد بالانسحاب من الحكومة، الأول في حال أقدمت إسرائيل على الإفراج عن أسرى فلسطينيين من عرب الداخل، والثاني في حال تعثر المفاوضات أو انهيارها، واعتبروا تصريحاتهما في هذا الشأن ضريبة كلامية يدفعها كل منهم لجمهور ناخبيه، و «لا ينبغي أخذ هذه التهديدات على محمل الجد». ورأت النائب اييليت شاكيد من حزب «البيت اليهودي» أن الفجوات بين إسرائيل والفلسطينيين كبيرة ولا يمكن جسرها. وشددت في حديث إذاعي لها مساء امس: «يجب علينا أن نفهم أنه لن يتم التوصل إلى تسوية خلال السنوات القليلة المقبلة». وكررت موقف كتلتها الرافض الإفراج عن الأسرى من «مواطني إسرائيل العرب»، مضيفة أن كتلة «البيت اليهودي» لن تجلس في حكومة ستفرج عن مثل هؤلاء الأسرى. في المقابل، وصف النائب المعارض في الكنسيت من كتلة «كديما» شاؤول موفاز الرئيس الفلسطيني بشريك للسلام، مشيراً إلى أنه يمكن تحقيق التقدم والتوصل إلى تسوية معه. وأضاف خلال حديث إذاعي مساء اول من امس: «أما بالنسبة الى حماس، فلا مجال للتحاور معها بصفتها حركة إرهابية». وحذر من تحول الدولة الى دولة ثنائية القومية إذا ما استمرت الأوضاع على ما هي. وحمل على الحكومة قائلاً انها ليست لديها خطة للتسوية، وانها لا ترغب في التوصل الى تسوية. فلسطينالاستيطان