حض رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الغرب أمس، على أن يضع جانباً خلافاته مع روسيا والصين، للتركيز على التهديد المتزايد لـ «الإسلام الراديكالي». وقال إن التصدي لـ «وجهة نظر راديكالية ومسيّسة للإسلام» يجب أن تتصدّر أولويات جدول الأعمال السياسي في العالم، مضيفاً أن كثيرين في الغرب يبدون «مترددين في الاعتراف (بهذا التهديد) وعاجزين عن مواجهته». ونبّه الى أن هذا التهديد «يزعزع استقرار المجتمعات، وحتى الدول، ويقوّض إمكان تعايش سلمي في عصر العولمة». بلير، وهو مبعوث اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، اعتبر أن على الغرب أن «يكون مستعداً للتواصل والتعاون مع الشرق، لا سيّما روسيا والصين، بصرف النظر عن خلافات، بعد انتشار تهديد وجهة نظر راديكالية تشوّه الرسالة الحقيقية للإسلام في العالم». على صعيد آخر، استقال ستيفان يانزن، الساعد الايمن للسياسي الهولندي اليميني المناهض للمسلمين خيرت فيلدرز، من حزب الحرية، احتجاجاً على تعليقات الزعيم المعادية للمغاربة والتي دفعت نائبان في الحزب الى الاستقالة اضافة الى عضو البرلمان الأوروبي لورانس ستاسن الشهر الماضي، ما قد يضعف الحزب قبل انتخابات البرلمان الأوروبي في 22 أيار (مايو) المقبل. وأظهرت استطلاعات أخيرة للرأي أن الحزب يحتل المركز الثاني بعد حزب الديموقراطيين الليبرالي الوسطي الذي استفاد من تراجع شعبية الائتلاف الحاكم. وقال يانزن، وهو موظف برلماني وعضو أحد المجالس المحلية عن الحزب: «تعليقات فيلدرز المعادية للمغاربة همّشت الحزب الذي لن يرغب أي حزب آخر في العمل معه». وأكد ناطق باسم حزب الحرية استقالة يانزن، لكنه رفض التعليق، اما فيلدرز فنفى كون يانزن شخصية مهمة في الحزب، وكتب على «تويتر»: «ذهب رجل آخر من آخرين يوصفون بساعدي الأيمن. لا بدّ أنني الهولندي الذي يملك أكبر عدد من المساعدين». واستبعد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته العمل مع فيلدرز بعد حادث الشهر الماضي حين سأل فيلدرز حشداً من أنصاره في لاهاي إذا كانوا يريدون مغاربة «أكثر أم أقل»، فهتف الحشد «أقل أقل أقل»، ثم رد فيلدرز «سنهتم بالأمر». وقال فيلدرز لاحقاً انه أشار فقط إلى ذوي الأصول المغربية الضالعين في جرائم عنيفة، ويحصلون على ميزات اجتماعية لا تتناسب مع وضعهم.