الكلمة الثائرة سلاحٌ إن لم ينفجر في عدوّك انفجر فيك! من جرح مدينتك تفتّحت كل الجراح، ومن نزف عروقها سالت كل الدماء، ما بين حاضر وماض حفظت تفاصيل وجودها، ورسمت على أسوارها تاريخ سقوطها وصمودها، وراهنت على رجال لا تزال بهم تنبض، ولا تزال بجباههم تشرق شموسها. الأوطان التي لا تستقر في قلوب أبنائها؛ على الأكتاف تُحمل كالأوزار، ويلقيها من تعبٍ من ينوء بحملها."لا تستجمع يا ابن القدس خيوط قوّتك ليوم واحد، لا تحشد صوتك وأقلامك وسكاكين فجرك لجولة واحدة ثم تستسلم للخدر بعدها إن استشعرت انتصارك، فعدوّك لن تهزمه جولة ما دامت معركته مستمرة" فلا تستجمع يا ابن القدس خيوط قوّتك ليوم واحد، لا تحشد صوتك وأقلامك وسكاكين فجرك لجولة واحدة، ثم تستسلم للخدر بعدها إن استشعرت انتصارك؛ فعدوّك لن تهزمه جولة ما دامت معركته مستمرة، وكل جولة وإن انهزم فيها تدفعه بقوة صوب أخرى. المسجد الأقصى عنوانٌ لمعركة حاسمة.. في الأرض، على صفحات المقاومة، وفي قلب الزمن! ويسير المغتصب في طرقاتها وفق خريطة واضحة المعالم، ولا يقلقه إن أبطأ المسير، فمحطات توقّفه محسوبة، نظنها لنا فوزا، وهي لعدوّنا استعداد للتحرّك القادم. الكيان المغتصب يسارع في جنونه، ونكاد لا نلاحق اعتداءاته على المسرى. نفد صبره، ولم ينفد صمت العرب! يتمادى في غيّه، يعزل القدس والضفة، يهجّر المقدسيين وقد جعل العراء لهم مساكن، يتخم السجون بالرجال والنساء والأطفال؛ وما اهتز لبرد زنازينهم مَن اختار الصمت والتحف دفء المنزل والأهل! ناسيا أن القدس قباب من ذاكرة، لم تُكتب بالحبر وكُتبت على جدران القلوب وقد حطّ على عتبات عزّها بأحمد البراق. القدس مرآة لروحٍ لا تنهزم، وملامح قلبٍ لا يشيخ.. وقد ضمّت بين ضلوعها الأنبياء. فكن يا ابن القدس في المسافة بين الرصاصة والجسد، كن جزءا من حكايتها.. كن حجرا في سور عزّتها.. هي أمُّ المعمّرين فانهل لروحك عمرا آخر بعشقها، وصل خلف الأنبياء، في باحاتها. ولنا في القدس لقاء