منتقدون يقولون إن الرئيس التركي يريد من خلال عودته إلى زعامة العدالة والتنمية منع ظهور أي بوادر لحركة معارضة داخل الحزب. العرب [نُشر في 2017/04/28، العدد: 10616، ص(5)]كرسي السلطان يتسع أنقرة – يخطط الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للعودة إلى زعامة حزبه العدالة والتنمية من بوابة مؤتمر استثنائي يطغى على أشغاله استعراض شعبيته. وحرص أردوغان خلال استفتاء تعديل الدستور على إعادة العلاقات بين رئيس الجمهورية وحزبه السياسي، ويقول منتقدون لهذه التعديلات إن أردوغان يريد من خلال عودته إلى الحزب منع ظهور أي بودار لحركة معارضة داخل الحزب. ويتطلع أردوغان للعودة إلى حزبه السياسي لردع أي محاولات لتغيير نهجه من الداخل من قبل أطراف قد لا تتبنى الطروحات الحالية للعدالة والتنمية. ولا تحظى عدد من الخطوات التي أقدم عليها أردوغان منذ المحاولة الانقلابية الصيف الماضي -وشملت عزل وسجن الآلاف من الموظفين في مختلف أجهزة الدولة- بشعبية لدى كل مؤيدي الحزب. ويقول باحثون بالشأن السياسي التركي إن أهم الرسائل التي تلقاها حزب العدالة والتنمية من نتائج الاستفتاء التي جاءت ضعيفة مقارنة بآمال أردوغان وحكومته هي أن الحزب مازال “مخترقا” من قبل جماعة غولن ما أثر على أداء الحملة الانتخابية للحزب. ويعقد الحزب مؤتمرا استثنائيا في 21 مايو لإعادة ضم اردوغان إلى صفوفه بعد فوزه في الاستفتاء حول توسيع صلاحياته. ونقلت شبكة “إن تي في” التركية الإخبارية وصحيفة “حرييت” عن مسؤول في حزب العدالة والتنمية قوله إن أردوغان سيكون مرشحا خلال هذا المؤتمر لرئاسة الحزب الذي يتولى الحكم في تركيا منذ العام 2002. وكان أردوغان الذي شارك في تأسيس الحزب في 2001، اضطر للتخلي عن قيادة الحزب في 2014 حين انتخب رئيسا للجمهورية. وكان أردوغان ذكر أنه سيستعيد عضوية الحزب فور إعلان النتائج النهائية للاستفتاء الذي جرى في 16 أبريل ومنحه صلاحيات واسعة. لكنه قال إن مسؤولي العدالة والتنمية هم من بيدهم تحديد وضعه كرئيس للحزب. وتسمح التعديلات الدستورية الاستفتاء للرئيس الاحتفاظ بالروابط السياسية الحزبية. وينص الدستور المنقضية مدته على أن يكون رئيس الدولة محايدا سياسيا.